أحب أغانى فيروز وأقدّر كثيرًا تجربتها مع الرحبانية.. ومن أجمل أغانيها، أغنية شهيرة كتبها الشاعر اللبنانى جوزيف حرب ولحّنها فيلمون وهبة.. ورغم أن الأغنية تحكى قصة حب من الصعب أن تكتمل، فإنها تخاطب أنواعًا كثيرة من البشر الذين يرددون دائمًا كلمة «ياريت».. هناك من يقول «ياريتنى لم أتزوج»، وآخر يقول «ياريتنى تزوجت».. وهناك من نافق وجامل وقال «ليتنى لم أفعل»، وهناك من سرق ورضى بالمال الحرام وندم بعد فوات الأوان.. وهناك من أحبّ وفرّط، أو أحبّ وخان، وقال «ليتنى لم أفعل».. وهناك من وصل إلى منصب ولم يحافظ عليه، وقال «ليتنى ما وصلت».. إن كلمة «ياريت» تتردد كثيرًا فى حياتنا.. من لم يفعل يندم ويقول «ليتنى فعلت»، ومن فعل يقول «ليتنى ما فعلت».. وتبقى كلمة «ياريت» ترافق الإنسان فى رحلة الحياة ما بين الندم والرضا، والسبب فى ذلك أن الإنسان لا يستريح على شاطئ، فهو دائمًا على سفر.. كم من الأحباب خسرناهم وقلنا «ليتنا»، وكم من المال خسرنا وندمنا، وكم من الصحة ضاع، وكم من العمر ولّي، ولا نملك استرجاع يوم منه.. عندما غنّت فيروز «ياريت»، طافت فى خيالى صور أحباب غابوا، وأصدقاء تفرقوا، وعمر من الجمال سافر، ووجوه لا أذكر ملامحها، ووجوه أخرى سكنت القلب وليتها بقيت على العهد وفاء وصدقًا.. إذا زارتك الحيرة، فلا تقل «ياريت» حتى لا تندم على شيء ضاع أو شيء تمنّيته.. حاول أن تكون واضحًا وصريحًا مع نفسك وتنسى تمامًا كلمة «ياريت»، اسمعها فقط من فيروز.