د. محمد فايز فرحات
ماجد منير
مصر ويوليو .. انتصارات وانكسارات
21 يوليو 2024
سكينة فؤاد


شهر يوليو له علاقة خاصة بمصر فقد شهد مجموعة من أهم الاحداث التى غيرت مسارات تاريخها وحققت انتصارات وانكسارات وكان أعظمها جلاء الاحتلال الانجليزى الذى شهدت مصر على يديه أكثر من 74 عاما من أسوأ سنواتها، وانتصرت حلقة من حلقات المقاومة والكفاح الشعبى للمصريين، وقامت ثورة 23 يوليو التى أنهت عقودا من الحكم الأجنبى الغريب على المصريين واعادتها الى حكم أبنائها، وفى 27 يوليو 1954 وقع الرئيس عبدالناصر على اتفاقية الجلاء، وفى 18 يونيو1956 رفعت الاعلام المصرية على المنشآت التى كانت تتبع الاحتلال وترفع فوقها أعلامه وكان مجموع القوات البريطانية التى غادرت القناة سبعين الف جندى وضابط بريطانى، وفى 26يوليو 1956 تم تأميم قناة السويس والثأر لأرواح 120000 شهيد راحت أرواحهم فداء لحفر قناتهم، وكان تأميمها استجابة للإرادة الوطنية لاستعادة قناة المصريين من الشركة الفرنسية التى حولتها لدولة داخل الدولة ونهبت دخلها لأكثر من 90 عاما وسارعت انجلترا وفرنسا بتجميد أموال مصر التى كانت موجودة فى بنوكها، وقدرت حينها بنحو 112 مليون جنيه استرلينى، ولم تتوقف التهديدات والحروب النفسية على مصر، وفى هذه المرحلة كانت بداية ظهور الدور الأمريكى لوراثة احتلال الشرق الأوسط من خلال ما عبر عنه وزير خارجية أمريكا جون فوستر دالاس بجمعية المنتفعين بقناة السويس وتكونوا من 22 دولة فى مؤتمر عقد فى لندن فى اغسطس 1956 وصوتت 18 دولة على رأسها الولايات المتحدة لتدويل القناة وتنظيم الملاحة فيها وجمع تكاليف العبور من خلال سفينتين تقف كل واحدة على طرف من أطراف قناة السويس، ويتم فيهما دفع الرسوم وتفضلوا وقرروا أن يكون لمصر نصيب فيها وكانت هذه مقدمات العدوان الثلاثى 1956 الذى جمعت فيه انجلترا وفرنسا وتابعتهما إسرائيل لإعادة احتلال مصر وإسقاط ثورة 23يوليو ولم يكن الدعم الأمريكى لهزيمة وخروج قوات العدوان الثلاثى إلا لتنفيذ مخطط امريكى بإخضاع الشرق الوسط لنفوذهم بادعاء الحفاظ على أمنه والسلام فيه والذى لم يكن فى الحقيقة إلا لحماية الكيان الإرهابى الصهيونى وصولا إلى ما يحدث الآن فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة ـ وتأمين الكيان الإرهابى الصهيونى بزراعة الصراع الذى لا يتوقف بين الدول العربية والذى تنشغل به عن التنمية المستدامة فى جميع المجالات.



ولا أريد أن أقف أمام ما لا يستحق الوقوف أمامه وهو ما ترتب على حرمان قواتنا المسلحة التى لم تهزم أبدا فى أى مواجهة مع العدو الصهيونى، والتى سرعان ما استردت عافيتها بمعارك الاستنزاف، ولكننى أتساءل فى ضوء الواقع الجديد الذى نعيشه الآن هل نستطيع أن نصنع واقعا جديدا ننتصر فيه على التحديات والأزمات التى تكاتفت على الواقع الإنسانى، وأن تكون الحكومة الجديدة قادرة على هزيمة التحديات كما أطلق .د.مدبولى على وزارته، وأن تكون البدايات القوية والمنضبطة بل والمتشددة التى بدأ العمل بها مجموعة من الوزراء والمحافظين ونوابهم منهجا متواصلا للعمل لا يفتر أو يتراخى مع مضى الأيام كما اعتدنا فى قضاء أخطر القضايا التى تمثل مصائر حياة وإنقاذ، ولا تستطيع بؤر الفساد أن تتسع وتسيطر وتصنع مراكز قوتها!! وقد فوجئت بقصة على بساطتها لها دلالاتها المهمة لغلق منافذ الفساد، ففى الفجر قام محافظ أسيوط بضبط سيارة الكسح المخالفة وان يأخذ الفساد وسائل المقاومة الواجبة والتى كان حدوثها ينقذ مصر من خسارة أخصب أراضى واديها القديم ولا يضطرها للخروج وزراعة صحاريها فى وقت تراجعت فيه خصوبة الأراضى وتضاعفت أزمة المياه، ووفق ما نشرته الأهالى 17 يوليو2024 يعلن وزير الرى أن نسبة العجز المائى السنوى 54 مليار متر مكعب وكيف لا توضع أولوية بالتحديات كنقص بعض الأسمدة الذى يصرخ المزارعون من تأثيره على الإنتاج والأمن الغذائى وكيف يختار المواطن بين أمنه الغذائى وأمنه الصحى وأسعار الدواء ترتفع اضافة إلى نواقصها، وهو ما لم أتوقف عن التنبيه الى أخطاره منذ أسابيع، وهل يملك الإنسان أن يفاضل بين أمنه الغذائى فيما أصبح متاحا لإمكاناته المتواضعة وكيف تصل اجمالى خسائر مصر من سرقات التيار الكهربائى تتجاوز 15 مليار جنيه سنويا. ومن أخطر ما نشره «المصرى اليوم» عن التلاعب والأكاذيب باستخدام الذكاء الاصطناعى، خاصة بشخصيات لها جماهيريتها مثل نجمنا الكبير محمد صلاح واستخدامه لتحميل تطبيق مراهنات!! ولا يوجد فساد مثل سرقتنا لآثارنا على مدار عدة عقود سابقة!!!



إننى أضرب أمثلة بالمنشود من إصلاحات خاصة فى المجالات الأخطر للتنمية البشرية وتحقيق آمال وطموحات المصريين فى أساسيات لا يمكن التفريط فيها أو الاستغناء عنها، يتقدمها التعليم والصحة والدواء وحماية ما تبقى من أراض زراعية وعدم استخدام التصالح وسيلة لتفريط جديد، وحتى لا يتجاوز تدفق التصريحات والوعود الوردية إمكانية تحقيقها، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم وأن ترتبط تصريحات كل وزير مسئول بمنهج وخطط تحقيقها وتحقيق كثير من مقومات الأمن القومى كالأمن الغذائى من المحاصيل الإستراتيجية وإجراءات تخفيف الأعباء المعيشية بما يطمئن ويحقق أمن المواطن ويستكمل تاريخ الانتصارات.