فى تطور سريع للحرب المجنونة، التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفى خطوة تصعيدية قد تهدد بنشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، جاء تصعيد الحوثيين الذى استهدف قلب إسرائيل هذه المرة من خلال ضرب تل أبيب بطائرة مسيرة بعيدة المدي، مما أدى إلى مقتل وإصابة 9 أشخاص.
جيش الاحتلال الإسرائيلى أعلن أن الطائرة إيرانية الصنع من طراز «صماد 3» وأنها انطلقت من اليمن إلى تل أبيب، فى وقت لم تنطلق فيه صفارات الإنذار وقت الهجوم، وأن هناك - بحسب بيان جيش الاحتلال - «خطأ بشريا» نتج عنه تعطل أجهزة الإنذار.
يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، انتقد نيتانياهو وحكومته وحمل الحكومة الإسرائيلية الفشل الكامل فى حماية دولة الاحتلال من الشمال أو الجنوب أو حتى من المسيرات الحوثية التى ضربت تل أبيب.
المشكلة أن نيتانياهو أصبح يقامر بكل شىء داخل وخارج إسرائيل من أجل مصلحته الشخصية، والاستمرار فى منصبه مهما كانت التكلفة، ويلعب على تشجيع التطرف والإرهاب الدينى داخل إسرائيل من أجل أن يستكمل دورته الحالية، حتى لا يتعرض للمحاكمات والمضايقات القضائية داخل وخارج إسرائيل.
نيتانياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلى الأطول فى الحكم فى تاريخ إسرائيل، وتفوق على بن جوريون فى هذا الإطار، ويملك من الدهاء والمكر والخديعة ما يجعله قادرا على التلاعب بالشركاء السياسيين أو المعارضين له داخل إسرائيل، وكذلك التلاعب بالإدارة الأمريكية الراعى الرسمى للكيان الإسرائيلي.
هو الآن يبتز الرئيس الحالى بايدن، ويلاعب من وراء ستار الرئيس السابق والمحتمل القادم ترامب، ويقوم بالمناورة على أوراق الضغط داخل المجتمع الأمريكى مستغلا فترة الانتخابات الأمريكية، وحالة الارتباك غير المسبوقة التى تشهدها الانتخابات الأمريكية هذه المرة.
المشكلة الآن أن نيتانياهو تحركه شهوة الانتقام، وعقدة «التقصير»، وفقدان «الهيبة الوهمية» التى كان يتدثر بها بعد أن كشفت المقاومة الفلسطينية الشرسة فى الحرب التى امتدت إلى ما يقرب من عشرة أشهر على قطاع غزة أن إسرائيل دولة من ورق، وأنها أصبحت عبء ثقيل على الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى بعكس ما كانت تنشره من أكاذيب وشائعات من أنها تخدم أمريكا وتساعدها، وأنها إضافة وليست عبئا.