د. محمد فايز فرحات
ماجد منير
إسرائيل تُلَفِّق رواية إنقاذ أسراها!
17 يونيو 2024
أحمد عبدالتواب


عَمَدَت إسرائيل إلى الأكاذيب، لإضافة بطولة أسطورية على أجهزتها وأفرادها فى عملية إنقاذ أربعة من أسراها لدى حماس فى مخيم النصيرات قبل 10 أيام، فلم تُشِرْ إلى أنها تلقت مساعدات خارجية حاسِمة، وذكرت تفاصيل تُوحِى بأن فريقها للإنقاذ قام بأعمال خارِقة! قالت إنها، فى 12 مايو الماضى، تلَّقت معلومات استخباراتية (لم تذكر أنها استخبارات أجنبية!) حول مكان وجود عدد من أسراها فى مخيم النصيرات، وإنها ركَّزت، منذ ذلك اليوم، بكل أجهزتها على المنطقة 24 ساعة 7 أيام فى الأسبوع، لتحديد الموقع بدقة. وقالت إنها أرسلت إلى المخيم عدداً من جواسيسها المستعربين، الذين يجيدون اللغة العربية بلهجة أبناء غزة، وكان ضمن فريقها نساء يرتدين زياً فلسطينياً مع حجاب، وتظاهرت إحداهن بأنها حامل، وادعوا لسكان غزة أنهم نازحون من رفح، ولمزيد من التغطية فقد كانوا يَشْكُون لمن يقابلونهم فى غزة من العدوان الإسرائيلى. ثم تأكد فريق الجواسيس، بعد 19 يوماً من العمل المكثف، من أن الأسرى فى مبنيين يبعدان عن بعضهما البعض مسافة 800 متر تحديداً! دون ذكر كيف تأكدوا من هذا برغم تكتم حماس الشديد على أسراها بأشد الوسائل، كما أقرّ بذلك الأسرى المحررون أنفسهم لوسائل إعلام إسرائيلية بعد إطلاق سراحهم! ثم انسحب فريق الجواسيس بمعلوماته بهدوء، وأقبل الفريق العسكرى الإسرائيلى المُدَرَّب على مهمة الإنقاذ. ثم ذكرت إسرائيل تفاصيل مثيرة عن اقتحام قواتها للمكانين، بمساعدة الدبابات، مع تغطية من السفن الحربية وسلاح الجو، فتمكنوا من قتل كل الحراسة الفلسطينية، وحملوا مجموعة من الأسرى إلى سيارة، إلا أنها ضُرِبَت بصاروخ وهى فى طريقها إلى طائرة هليوكوبتر معدة لنقلهم إلى إسرائيل، ولكنهم تمكنوا من اصطحاب الأسرى إلى الطائرة..إلخ إلخ.



هناك روايات أخرى من مصادر صديقة لإسرائيل تعالج أهم ثغرة فى الحكاية! ففى صحيفتى: نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وكذلك فى تليفزيون سى إن إن، تفاصيل أخرى تؤكد أن أمريكا وبريطانيا وفرتا معلومات ثمينة لإسرائيل، عن طريق رحلات الطائرات بدون طيار فوق غزة، واعتراض الاتصالات من الجو والفضاء الإلكترونى، لا تستطيع إسرائيل جمعها بمفردها، مما ساعدها على تحديد الموقع المحتَمَل لوجود الأسرى.