الحكماء.. وحروب المنطقة
هل يغيب الأمل؟.. وهل تنطفئ شعلة العمل من أجل السلام فى المنطقة العربية؟.. وهل يظل ملف الحرب، والسلام فى أيدى العقلاء، والحكماء أم يُطلق العقال لدعاة الحروب، والتطرف فى لحظة فارقة لا نسمع فيها إلا أصوات المدافع والبنادق.. ضربة من هنا ورد من هناك؟!
لقد انزلقت منطقتنا بالفعل إلى حالة جديدة من الحروب المختلفة، والمتنوعة من المُسيرات، والصواريخ بعد حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، والمسيرات الإيرانية التى سبقها قصف إسرائيل مقرا إيرانيا بدمشق ومقتل قادة كبار به ثم أعقبهما ضربة مخابراتية داخل أصفهان، فى إشارة إسرائيلية لإيران أن هناك حالة حرب، واختراق للداخل الإيرانى، فهل كان طبيعيا أن تُترك المنطقة هكذا، خاصة بعد قرار مجلس الأمن حرمان الفلسطينيين من أى أفق سياسى، الأمر الذى يستلزم تحركا عربيا، خاصة من الحكماء القادرين على إدارة دفة قرار الحرب، والسلام، واستقرار المنطقة، حيث شهدنا زيارة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمصر، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى له، فى مباحثات معمقة، وهو من حكماء المنطقة العربية، وصاحب كلمة مسموعة، كما أنه من أقدم حكام الخليج العربى.
لقد سمعنا خلال الزيارة الملكية ما يُسعد كل عربى، خاصة وقت الأزمات، والحروب، حيث تحدث الرئيس السيسى عن أن مصر لن تترك المنطقة لدعاة الحروب لتمزيقها، وأن القاهرة ستظل دائما تبعث برسالة الأمل للأجيال الحالية، والقادمة، وجدد الرئيس الدعوة لحماية الفلسطينيين، وخلق أفق سياسى أمامهم، وأن مصر ستقف دائما معهم ضد استخدام الاحتلال الإسرائيلى القوة العسكرية لترويع المدنيين، وإجبارهم على النزوح، أو العقاب الجماعى.
لقد استبق ملك البحرين رئاسته القمة العربية فى مايو المقبل بزيارة القاهرة، موطن الحكمة، والقوة العربية، وهذا عمل ذكى، ومحنك، ويضمن للقمة العربية المقبلة تحقيق أهدافها فى هذا الوقت الدقيق، والحساس، والخطير الذى يستأسد فيه المتطرفون، والإرهابيون فى كل مكان، ويدفعون المنطقة إلى الانهيار، فتحية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك حمد بن عيسى الذى جاء فى التوقيت الحرج، والحساس لمستقبل قضية فلسطين، واستقرار المنطقة العربية ككل.