عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
غربة اللغة العربية
1 أبريل 2023
فاروق جويدة


أصبحت اللغات الأجنبية الآن هى اللغات السائدة فى كل الدول العربية، وهناك عواصم قد لا تسمع فيها من يتحدث لغة القرآن.. فى كل الدول العربية سوف تجد جميع اللغات فى المدارس والجامعات والندوات، واقتحمت اللغات الأجنبية البيوت.. وفى البيت الواحد ليس غريبا أن تجد الأبناء من يتكلم الفرنسية ومن يتكلم الانجليزية أو الروسية واليابانية، فى كثير من البيوت لن تجد من يتحدث العربية وهناك خبر نشر أخيرا أن الحكومة المصرية وقعت اتفاقا مع فرنسا لتدريس اللغة الفرنسية فى المدارس الحكومية مقابل دعم يبلغ ٥٠٠ مليون يورو.. كما وقعت اتفاقا مع ايطاليا لتدريس اللغة الايطالية فى مدارسنا وتشجيع الهجرة إلى ايطاليا بأعداد تبلغ ٧٠ ألفا، ولا احد يعترض على تدريس اللغات الأجنبية فى مدارسنا ولدينا عشرات الجامعات والمدارس الخاصة والحكومية التى تدرس اللغات الأجنبية رغم أنها تهمل اللغة العربية.. ولا ادرى من أين تتوافر أعداد المدرسين المطلوبين للغة الفرنسية واللغة الايطالية وما بقى من اللغات الأخرى.. إن القضية هنا فى الوقت الذى نشجع فيه اللغات الأجنبية لا نهتم فى مدارسنا أو بيوتنا أو جامعاتنا باللغة العربية وأصبح من الصعب توفير الأعداد الكافية من مدرسى اللغة العربية، بل إن المناهج لا تهتم كثيرا باللغة العربية وللأسف الشديد أن إهمال اللغة العربية ليس فى مصر وحدها بل إن جميع الدول العربية تعانى هذه الظواهر أمام التوسع فى التعليم الأجنبى وعدم استخدام اللغة العربية حتى فى المراسلات الرسمية بين الدول والحكومات.. إن إهمال اللغة العربية سوف يترك آثارا سيئة على المدى البعيد وسوف يؤدى إلى انهيار روابط تاريخية وثقافية بين الشعوب العربية وسوف يخلق كيانات ثقافية وإنسانية مشوهة.. إن تشجيع الثقافات واللغات الأجنبية لا يعنى بالضرورة إهمال اللغة العربية لأنها ليست مثل كل اللغات، إنها لغة القران الكريم دستور المسلمين وحامى رسالتهم .. اخشى أن يأتى يوم لا تجد فيه الشعوب العربية شيئا يجمعها أمام كل ما تتعرض له ثوابتها من الإهمال والتشويه وسوف تكون لغتنا الجميلة أولى الضحايا.