عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ورش الإبداع
19 مارس 2023
فاروق جويدة


انتشرت على مستوى العالم ظاهرة جديدة يطلق عليها الورش الإبداعية حيث يجلس عدد من المبدعين الواعدين ويكتبون معا قصة فيلم أو مسلسل وربما يكتبون أغنية أو مسرحية .. إنهم يتبادلون الأفكار والشخصيات والمشاهد ويجتهدون فى رسم ملامح الشخصيات ويحددون عقدة العمل ومناطق الصراع فى مواقف وصور درامية .. وقد انتشر هذا النوع من الكتابة الجماعية فى مصر فى السنوات الأخيرة واستخدمه بعض كتابنا الكبار وكانوا يجمعون شباب الكتاب فى جلسات إبداعية يكتبون فيها فيلما أو مسلسلا .. إن اخطر ما فى هذه الظاهرة إنها لا تحمل اسم كاتبها الحقيقى إنها ابن بلا أب وليست لها بطاقة شخصية تحمل اسم صاحبها وعنوانه واسم أمه وأبيه وقد تحمل اسم الكاتب الكبير الذى أدار الورشة رغم أن فيها من الأفكار والمواقف والشخصيات جهد أشخاص آخرين .. فى تقديرى أن هذه الأنواع من الكتابة لا تدخل فى مجال الإبداع لأن للإبداع ضوابط وقواعد وهو فى النهاية صوت صاحبه يحمل سمات شخصيته وذاته وإحساسه ومشاعره انه ابنه من صلبه وفصيلة دمه ولو أجريت على هذه الأعمال تحاليل DNA فسوف تظهر الحقيقة .. إن السبب فى انتشار الورش الإبداعية هذه السوق الكبيرة التى تطلب كل يوم عشرات المسلسلات والأفلام ولا يستطيع كاتب مهما كانت قدراته ومواهبه أن يلبى طلبات أسواق الدراما والفضائيات وهى تطارده كل يوم..



فى أحيان كثيرة كان بعض الممثلين يرتجلون أدوارهم وربما يكتبون ادوار غيرهم ولكن حاليا لن تجد نصا لكاتب واحد إلا قليلا ومعظم ما نراه على الشاشات الآن إنتاج الورش الإبداعية وهى بلا هوية أو بطاقة شخصية إنها إنتاج مشترك بلا أب واحد أو أم واحدة وحين تشاهد مسلسلا لابد أن تعرف انه لا يحمل اسم كاتب واحد لأنه عمل مشاع .. كانت الأعمال الفنية تحمل اسم صاحبها الكاتب الكبير وفى أحيان كثيرة كان يرفض تدخل أطراف أخرى فى عمله رغم أن السينما غيرت الكثير من الروايات والأفلام وكان الكاتب يؤكد دائما انه مسئول عن إبداعه.