عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«ميرفت رفعت» وسنوات من الفن
28 يناير 2023
حنان النادى
الراحلة ميرفت رفعت وأحد أعمالها


عن عمر يناهز التسعين عاما وبعد رحلة طويلة من العطاء الفنى، جاءت المحطة الأخيرة للفنانة التشكيلية ميرفت رفعت التى رحلت عن عالمنا منذ أيام قليلة تاركة خلفها إرثا فنيا ضخما وبصمة مميزة فى تاريخ الفن التشكيلى المصرى المعاصر.



ولدت ميرفت رفعت فى 12 نوفمبر عام 1933 بمحافظة المنيا، تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، ولكن شغفها للفن دفعها لدراسة، الفنون فبدأت فى سن الخامسة عشرة فى دراسة الفنون بمرسم الفنان الأرمنى زوريان، وهناك تعلمت رسم الأشخاص والتماثيل بخامة الفحم ودرست الظل والنور وظلت تتعلم فى مرسمه لمدة ثلاث سنوات وبعدها التحقت بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة، حيث تعلمت التصوير الزيتى وتتلمذت على يد عمالقة الفن مثل أحمد صبرى وبيكار وصلاح طاهر وحسنى البنانى، وبعد ذلك أكملت دراسة التصوير الزيتى فى مرسم الأستاذ جارو هيلبرت، وهو فنان من أوروبا الشرقية، وبعد انتهاء دراستها الجامعية عملت فى مكتبة السفارة الأمريكية، ثم تزوجت من دبلوماسى وسافرت معه وتنقلت فى العديد من الدول، وفى عام 1961 كانت الانطلاقة الأولى لها حيث أقامت الفنانة أول معرض شخصى لها فى مدينة كولومبو بسريلانكا، أما معرضها الثانى فجاء بعد عشرين عاما وبالتحديد فى أوائل ثمانينيات القرن الماضى فى باريس، وبعدها اتجهت الفنانة إلى الرسم بخامة الباستيل، ورغم صعوبة الخامة فإنها أجادت التعامل معها فى وقت قصير وأتقنتها بدرجة كبيرة. وفى عام 1986 أقامت معرضها الشخصى الثالث فى باريس، وكان بعنوان «حنين»"، وكانت الأعمال بخامة الباستيل، عادت بعد ذلك إلى مصر وأقامت أول معرض لها فى القاهرة عام 1988 فى شيراتون الجزيرة لتبدأ فى سلسلة من معارضها الخاصة، ارتبطت أعمالها بالتراث المصرى فى بيئات مصر المختلفة مثل القرى والواحات وسيناء وأسوان وغيرها، فسجلت فى أعمالها بأناملها الرقيقة وبحسها المرهف مظاهر الحياة فى ربوع المحروسة، وكانت حريصة على إظهار مفردات ورموز تراث البيئات المتنوعة، ودائما كانت المرأة هى البطل الرئيسى فى معظم أعمالها، فأظهرت جمال المرأة المصرية وعبرت عنها فى جميع حالاتها.






ومن أقوال الفنانة الراحلة: «يحتاج الإنسان لتحقيق حلمه إرادة قوية ومقدرة هائلة إلى التقبل، ورغم أن لديه الهدف فإن الطرق التى تقود إليه ليست دائما كما تخيلها أن تكون، أنه يصادف كثيرا من العقبات فيدور حولها ويتلاءم مع الظروف ويقبل بأن الحجارة فى الطرق والعواصف فى الصحراء أو فى البحر لا تعيق مساره».