عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حُماةُ العرين
26 ديسمبر 2022
د. وحيد عبدالمجيد


يشتهر العرينُ بأنه بيتُ الأسد، رغم أنه مأوى حيواناتٍ أخرى أيضًا. لكن للأسد مكانة مميزة، إذ يُنظرُ إليه بوصفه نموذجًا للقوة والشجاعة فى الذود عن بيته أو عرينه، بغض النظر عن مدى صحة ذلك.



ولهذا فهو أكثر أسماء الحيوانات استخدامًا للتعبير عن الشجاعة والإقدام. واستخدمته جماعاتُ عدة أُنشئت للدفاع عن بلادها أو تحريرها، ولعل آخرها فى منطقتنا مجموعة عرين الأسود التى تقاومُ الاحتلال الصهيونى فى نابلس.



كما يُستخدمُ اسمُ الأسد فى كرة القدم، إذ تُلَقبُ به منتخباتُ عدة بينها ثلاثة شاركت فى المونديال الأخير. أسودُ الأطلس المغربى، وأسودُ التيرنجا السنغالى، والأسودُ الثلاثة الإنجليزى.



ويكثرُ استخدامُ اسم الأسد أيضًا للدلالة على حراس المرمى البارعين الذين يذود كل منهم عن حماه أو مرماه (كالأسد). فثمةُ اعتقاد شائع فى أن الأسد خيرُ حارس للديار. ونجدُ ما يدل على هذا المعنى فى أعمالٍ فنية عدة من أشهرها مسلسل ديزنى (الأسد الحارس) الذى يحظى بإقبالٍ واسع لا يقتصرُ على الأطفال منذ بث حلقته الأولى عام 2016.



والمعتاد، فى نهاية كل مسابقة، أن يُختار الحارسُ الأفضل فيها. لكن يصعبُ الجزم بأن حارسًا واحدًا أفضل من الجميع فى هذا المونديال. فقد برع عدد من الحراَّس رغم أن هذه التجربة الأولى فى المونديال لأبرز اثنين منهم. فقد انضم إيمليانو مارتينيز إلى منتخب الأرجنتين فى العام الماضى فقط. وكان حارسًا مغمورًا حتى التحاقه بنادى أستون فيلا الإنجليزى عام 2020. ولكنه سرعان ما أظهر براعة كبيرة، ولعب دورًا أساسيًا فى كسر صيام منتخب الأرجنتين عن الألقاب القارية لمدة 28 عامًا، إذ أسهم فى فوزه ببطولة كوبا-أمريكا الغائبة عنه منذ 1984, ثم حصوله على كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986.



ولا يقلُ عنه براعة فى المونديال الأخير دومينيك ليفاكوفيتش الذى كان احتياطيًا منذ 2017 لحارس كرواتيا دانيال سوباشيتش الذى أسهم فى وصول منتخبه إلى نهائى مونديال 2018، ثم صار أساسيًا بعد اعتزاله. ولا ننسى ياسين بونو الذى أسهم فى وصول منتخب المغرب إلى نصف النهائى للمرة الأولى، وهناك حراس آخرون لا يتسعُ المجال لذكرهم.