الفنانة (ترند) من أمس بعد تصريحاتها التليفزيونية الجريئة،والفنان «ركب الترند» بعد أنباء زواجه من المليونيرة العجوز...على مدى الساعة تداهمنا أخبار على هذه الشاكلة كالأمواج العاتية تنحر فى لبنات المجتمع وينفذ صخبها عبر طبقاته بغرض خلخلة تماسكه وإضعافه حتى تذريه رياح التغيير على حسب أغراض القائم بتجهيز «الترند» وتوجيهه!
يقول قائل ما هذا الكلام الكبير الذى يحمل الأمور أكبر من حجمها،نحن نتلقف «الترند» وننشره لمجرد التسلية والاستعراض والإيعاز بأننا نسيطر على مسار الأخبار الجديدة ونعلم بخبايا وأسرار المشاهير، ليعيش «الترند» بيننا بضع ساعات حتى يطيح به آخر جديد أكثر إثارة!
لمن لا يتجاوزون فى التفكير حاجز تسطيح الأمور رغبة فى عدم إرهاق الذهن،يعد ما سبق هو الحد المريح لتداولهم للأخبار «الترند»،أما من يغوصون فيما وراء أمواج «الترند» المتلاحقة فهم يستحقون أن يعرفوا أكثر عن هذا الضيف الثقيل !
«الترند» لم يعد يقتصر على خبر مثير يلف السوشيال ميديا دون موانع،فقد تمدد مفهومه ليصبح الحدث أوالفكرة الجديدة الرائجة أو نمط الحياة المستحدث المنتشر،وأيضا السلعة أو الخدمة التى يتهافت الجميع بلا تعقل لاقتنائها. معلوم أن السوشيال ميديا من بين ما استولت عليه من الإعلام التقليدى القدرة على تقصى «التصورات الذهنية» للمتلقين ومن ثمّ توجيه الرأى العام نحو قضايا بعينها،والأكثر إثارة بالأمر أن جذب انتباهنا ولفت أنظارنا بات استثمارا وصناعة ناهضة توجهها أهداف اقتصادية وتسويقية ،فالمليارات تنفق ويتم تصميم «خوارزميات» وهى برمجيات أو خطوات رياضية لحل المشاكل عبر الحاسب الآلى،لا يقتصر دورها على قراءة رغباتنا وتفضيلاتنا بل الأخطر أنها تصنع تلك الرغبات والتفضيلات !
السوشيال ميديا باتت ترعى الجميع،من يتفاعل معها على مدى الساعة لهاثا وراء «ترندات» فضائح المشاهير وطلاق الفنانات،وتطارد المستهلك المرتقب لتصنع تفضيلاته لحساب صاحب سلعة أو خدمة أو توجه ما، وفى النهاية يجب أن يعلم جميع أنواع المتلقين أنهم بالحسبان وداخل دائرة الاهتمام ولن تذروهم رياح النسيان،لأنهم كنز ثمين !