عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مُشابهَةُ خاطئة
11 أكتوبر 2022
د. وحيد عبدالمجيد


فى كثيرٍ من الأحيان يُغرى اتفاقُ شخصين فى بعض المواقف بإجراء مقارناتٍ قد تقودُ إلى نتائج خاطئة حين تعتمدُ على انطباعات. ويكونُ الخطأ أكبر عندما تحدثُ مشابهاتُ بين شخصين انطلاقًا من اتفاقٍ جزئي بينهما. ونجدُ شيئًا من ذلك فى كلامٍ مُرسل عن تشابهٍ بين اتجاهات رئيسة الوزراء الإيطالية المقبلة جورجيا ميلونى وحزبها إخوة إيطاليا، ورئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان وحزبه المُسمى الاتحاد المدنى (فيدس).



منهجيًا، يتعينُ أن يؤخذ فى الاعتبار عند إجراء مقارنةٍ بينهما أن إيطاليا ليست المجر. إيطاليا هى مهدُ النهضة الفنية التى ارتقت بحياة البشر, والقوةُ الاقتصادية الثالثة فى أوروبا0 كما أنها عضوُ مؤسس فى الاتحاد الأوروبى.



وما يجمعُ ميلونى وأوربان على صعيد القيم المحافظة وبعض التوجهات الاقتصادية أقل مما يفرقهما على مستويات عدة. ولنأخذُ مثلاً الاختلاف الكبير بينهما بشأن الحرب على أوكرانيا. ميلونى، التى كانت توصفُ بأنها من أصدقاء الرئيس بوتين، بادرت فور دخول القوات الروسية أراضى أوكرانيا بإدانة الاعتداء على دولةٍ ذات سيادة. أما أوربان فقد نأى بنفسه، وأعلن أن المجر لا تريدُ أن تكون لها علاقة بالحرب فى أوكرانيا. كما كانت ميلونى فى مقدمة قادة الأحزاب الأوروبية الذين أيدوا العقوبات على روسيا بدون تحفظ، فيما لم يتوقف أوربان عن التشكيك فى جدواها.



وبدءًا من أغسطس الماضى، أخذ يطالب برفعها مع نهاية العام الحالى على أبعد تقدير، فى الوقت الذى لا تمانعُ ميلونى فى استمرارها وفرض المزيد منها. وامتدادًا لهذا الاختلاف، يعارضُ أوربان، بينما تؤيد ميلونى، فرض حدٍ أقصى لسعر الغاز فى أوروبا.



وعندما أعلن بوتين فى آخر سبتمبر الماضى ضم أربع مناطق أوكرانية، التزم أوربان الصمت، بينما لم تتأخر ميلونى فى إعلان رفض هذا الضم، ووصفه بأنه لا قيمة قانونية أو سياسية له، وأعادت تأكيد دعمها أوكرانيا لكى تحرر أرضها.



والملاحظ أن هذا الاختلاف الأخير حدث فى وقتٍ ازداد فيه الاتجاه فى: السوشيال ميديا إلى المُشابهة بين سياستيهما، اللتين لا تتشابهان إلا بشأن بعض القضايا الداخلية, بينما تختلفان فى معظم القضايا الخارجية.