عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الغياب العربى
3 أكتوبر 2022
فاروق جويدة


الأحداث تجرى فى العالم بسرعة رهيبة فى كل شىء.. الأوضاع الاقتصادية تسوء كل يوم والسياسة تعيش أسوأ حالاتها ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيجرى غداً.. الحرب مازالت مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا ودخلت المواجهة مراحل جديدة بعد أن وافق الكرملين على ضم أربع مناطق من أوكرانيا إلى روسيا وقد تضم المزيد.. ومازالت أزمة الغاز تهدد استقرار دول أوروبا وهى على أبواب موسم الشتاء وأمام هذا أصيب القرار الأمريكى الأوروبى بحالة من العجز والارتباك أمام القرارات السريعة التى يفاجئ بها الرئيس بوتين العالم.. كل يوم هنا يتساءل البعض أين العالم العربى أمام هذا الواقع الجديد? إن العالم العربى يبدو بعيدا عن الأحداث لأنه لم يحدد مواقفه أمام قوى دولية تتصارع وربما تدخل فى مواجهات عسكرية.. لا يستطيع أحد أن يحدد موقف العالم العربى لأن له علاقات مهمة مع جميع أطراف الصراع وإن كانت أزمة الغاز تفرض نفسها على الجميع .. إن العالم العربى ينبغى أن يحدد مواقفه قبل أن تشتعل النيران فقد تفرض عليه الأحداث أن يكون شريكا مع طرف من الأطراف.. إن علاقات أمريكا مع بعض الدول العربية تفرضها اتفاقات ومصالح كما أن لأمريكا قوات فى دول الخليج ولها أيضا قواعد عسكرية.. وروسيا ليست بعيدة لأن لها قوات وقواعد فى سوريا.. ولا نستطيع أن نسقط إسرائيل من كل هذه المعادلات.. وبجانب هذا لا يمكن أن نتجاهل العلاقات العربية مع دول أوروبية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.. إن هناك قمة عربية فى الجزائر وهناك مؤتمر عالمى حول قضية المناخ فى شرم الشيخ وهذه فرص للقاء بين القادة العرب وقادة العالم حتى يمكن تحديد موقف العالم العربى من كل ما يجرى من الأحداث التى قد يدفع العالم كله ثمنها بما فى ذلك الدول العربية.. إن العالم يقف الآن على أبواب عالم جديد تتغير فيه أشياء كثيرة ولابد أن نسأل أين نحن فيما يجرى حولنا.. إن العالم العربى أحوج ما يكون الآن لتوحيد كلمته ومصالحه خاصة أن القادم صعب وخطير وقد يجد نفسه فى قلب الأحداث حربا أو سلاماً..