عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مصر تستحق الأوليمبياد
2 أكتوبر 2022
أشرف محمود


منذ عشرينيات القرن الماضى تعلق المصريون بالأوليمبياد وحلموا بتنظيمه ومن أجل هذا شيدوا اول إستاد فى مصر وافريقيا، إستاد الاسكندرية فى 1929، ولكنهم استعاضوا عن الأوليمبياد وقتها بتنظيم دورة العاب البحر المتوسط التى اقترحها محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأوليمبية عام 1951، ومن بعدها استضاف الملعب الذى حمل اسم ملعب فؤاد ومن بعده ملعب البلدية قبل أن يصبح إستاد الاسكندرية ـ دورة الالعاب العربية الاولى التى اقترحها عبد الرحمن باشا عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية ونفذها احمد الدمرداش تونى عام 1953، ولم يكن القرن العشرين بداية عهد المصريين مع الرياضة، وانما تاريخ العلاقة يضرب فى عمق التاريخ منذ عهد المصريين القدماء، الذين أدركوا أهمية الرياضة وفهموا فلسفتها وابتكروا ألعابها وأقبلوا على ممارستها دون تمييز بين حاكم ومحكوم أو رجل وامرأة، وسجل المصرى القديم اسمه بحروف من نور عندما ابتكر العديد من اللعبات التى تمارس حتى اليوم وسجلها على جدران معابده لتبقى شاهدة على سبقه، ويكفيه فخرا ان أول مدينة رياضية عرفها التاريخ كانت فى مصر عندما قرر الملك امنحت الثانى تحويل منطقة تدريب عسكرى فى وادى الغزال بالقرب من اسيوط، لتصبح مدينة رياضية أطلق عليها اسم منعات خوفو، قبل أن يتغير اسمها الى أفق حورس فى عهد الملك احمس الاول، الذى تحمس للرياضة واقام لها عيدا سنويا يتنافس فيه الرياضيون من مختلف فئات الشعب، وشارك فيها المقيمون فى مصر وعدد من دول الجوار ومن بينهم اليونانيون الذين أعجبتهم الفكرة وقلدوها بعد ذلك ومن بلادهم انطلقت الدورات الاوليمبية، حتى انهم اخذوا عن دورات مصر اللعبات وطريقة التنظيم وشعار الدورة ثلاثى الكلمات اذ كان عند المصريين المساواة واللياقة والامتياز، فاختار اليونانيون الاعلى والاقوى والاسرع، لكل ماسبق فإن الحديث عن اهتمام مصر بتنظيم دورة العاب اوليمبية هو حلم مشروع، بعد الطفرة الانشائية غير المسبوقة فى المنشآت الرياضية التى تمكنها من التصدى لاستضافة أكبر الاحداث الرياضية فى العالم، ويبدو متسقا مع ماقامت به عبر تاريخها فى التعامل مع الرياضة، ويبدو أن النظرة المستقبلية لدى القيادة السياسية المدركة أهمية الرياضة الى حد وصفها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنها أمن قومي، كانت وراء إطلاق اسم مدينة مصر الأوليمبية على أحدث المدن الرياضية فى العاصمة الادارية الجديدة، وهو دليل على الرغبة الاكيدة فى السعى نحو تنظيم الحدث الاهم والاكبر عالميا، ليتجدد الحلم المصرى القديم، فمن حق مصر ان تنوب عن قارتها إفريقيا فى استضافة اول حدث اوليمبى فى القارة السمراء، إذ إنها القارة الوحيدة التى لم تستضف أية نسخة منه، فيما امريكا الشمالية استضافت وحدها خمس مرات فى دولة واحدة هى الولايات المتحدة منها ثلاث فى مدينة لوس انجلوس اعوام 1932و1984 وستستضيف النسخة الثالثة لها فى 2028، ومثلها لندن اعوام (1908 و1948 و2012)، وطوكيو اليابانية مرتين (1964و2020) الى جانب الصين (2008) مايعنى ان اسيا استضافت ثلاث مرات، حتى استراليا استضافت عام 2000 وستستضيف 2032، لكن افريقيا لم تتقدم للاستضافة حتى الاسبوع الماضى عندما زار مصر توماس باخ رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية وشاهد المنشآت الرياضية التى ابدى إعجابه الشديد بها، ثم كان لقاؤه مع الرئيس السيسى فى حضور الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد والدكتور مصطفى براف رئيس اتحاد اللجان الاوليمبية الافريقية الانوكا والمهندس هشام حطب رئيس اللجنة الاوليمبية المصرية، وتطرق الحديث إلى استضافة مصر أوليمبياد 2036، التى سيبدأ الترشح لها فى العام المقبل ليعلن اسم المدينة الفائزة فى باريس 2024، ومن هنا علينا أن نبدأ من الآن فى اعداد ملف قوى يترجم حضارتنا ويعكس علاقتنا بالرياضة ويعرض لمنشآتنا الرائعة لنفوز بشرف تنظيم اول اوليمبياد فى إفريقيا ونترجم علاقة وطيدة تجاوزت كما قال باخ قرنا من الزمان بين مصر والحركة الاوليمبية، وربما كان حديث المهندس شريف العريان امين عام اللجنة الاوليمبية المصرية محقا عندما تحدث عن الظلم الواقع على افريقيا كونها القارة الوحيدة التى لم تنظم الحدث الاوليمبي، وتأكيده كذلك أحقية مصر وقدرتها على التنظيم من الآن، كما أن اللواء احمد ناصر رئيس اتحاد الاتحادات الافريقية الاوكسا كان منصفا عندما دعا فى الجمعية العمومية للاتحاد الافريقى للجمباز دول القارة الافريقية إلى دعم الترشيح المصرى لاحتضان الاوليمبياد، الذى يجب أن يحظى بدعم سياسى وشعبى ورياضى كبير.