لست أظن ونحن نعايش تحديات إقليمية ودولية عاتية أننا نملك أى خيار لضمان الصمود والثبات فى وجه هذه العواصف بغير ثنائية العلم والعمل تحت رايات الصدق فى الأداء والقدرة على إعادة ترتيب الأولويات وفق ما يتوفر لنا من قدرات وإمكانيات.
وليس هناك درس يمكن استخلاصه من كتب التاريخ مثل الدرس الذى يؤكد أن قيمة الأمم والشعوب تتحدد بقدر ما يتوفر لها من علم وما يبذله الإنسان من جهد فى العمل فالعلم والعمل يوفران للأمة رصيدا هائلا من عناصر القوة التى تجعلها فى مأمن من غوائل الزمن.
وكل الأمم العظيمة التى بنت الأمجاد وصنعت المعجزات هى الأمم التى تبنى ثقافتها على ثنائية العلم والعمل .. وأى أمة تنجح فى بناء ثنائية العلم والعمل تصبح مؤهلة تماما لبناء الديمقراطية الصحيحة التى تحترم ذكاء الفرد وتمنح له أوسع مساحة للعمل دون قيود باستثناء ما قد يضر الصالح العام ويكون مدخلا لتدمير المجتمع أو إلحاق الضرر به!
وكل الأنظمة الديمقراطية بدأت مسيرتها بثنائية العلم والعمل ولم تقفز قفزا إلى رفع رايات فى الفراغ من نوع ما نرى فى منطقتنا العربية من عدم الإدراك لأهمية توفير ثنائية العلم والعمل أولا حتى لا يتحول المشهد السياسى والمجتمعى إلى رؤية قاصرة للديمقراطية تنحصر فى حرية الصراع والعراك وتبادل الشتائم والاتهامات وحق التظاهر والاعتصام وتعطيل دوران عجلة العمل.
وأقول صراحة إنه لا ديمقراطية بدون ثنائية العلم والعمل أولا لأن الديمقراطية فى البداية والنهاية نوع من أمانة المسئولية التى يجسدها صدق الإيمان بقيمة العمل وأهمية العمل وعندما يعرف الشعب كيف يحترم العلم ويؤمن بأهمية العمل يكون مؤهلا لصون أمانة الديمقراطية وحسن التصرف تحت ظلالها!
ويخطئ من يظن أن الطريق إلى الديمقراطية يمكن رصفه وتعميره بالشعارات والهتافات والمظاهرات والإعتصامات أو المنتديات والحوارات فقط وإنما طريق الديمقراطية يتطلب توفير طاقات هائلة من العمل وأحجار صلبة من جبال العلم والمعرفة وما عدا ذلك أشبه بالحرث فى البحر!
خير الكلام:
خذ العبرة مما يقع حولك من أحداث ووقائع!