مثلما يوجد فى مصر «أهلاوية» و«زملكاوية»، يوجد جيل جديد أيضا يعتز بانتماءات «دولية» لأندية كروية عالمية، كل وفق أهوائه، أو ثقافته، أو ربما تعليمه. فهناك فى مصر «مدريديون»، نسبة إلى ريال مدريد الإسبانى، وهناك «بارساويون»، نسبة إلى برشلونة، وهناك عشاق اليوفى والبايرن والأرسنال، وربما كان محمد صلاح نجم مصر العالمى سببا فى وجود كثير من عشاق «ليفربول» بطبيعة الحال!
ما لا يعلمه كثيرون أن الجهات التى تشرف وتنظم وترعى وتمول الدوريات الأوروبية الكبرى، لديها حرص شديد على ترسيخ وزيادة شعبيتها فى كل بلد على مستوى العالم، ومن بينها مصر، المتيمة بكرة القدم.
يعرف المصريون كثيرا عن «الليجا»، أو الدورى الإسبانى لكرة القدم، ولكن ربما لا يعرف كثيرون منهم راؤول أوستالى، ممثل «الليجا»، الموجود فى مصر منذ فترة، لممارسة عمل احترافى بحت، يقوم على الترويج لكرة القدم الإسبانية، والحفاظ على شعبيتها بين شباب مصر، وإيجاد حلقة وصل مستمرة بين الأندية الإسبانية الكبرى وروابط مشجعيها فى مصر، والتى تضم آلاف الشبان.
مؤخرا، وللمرة الأولى، أقيمت فى حى مدينة نصر أول مباراة ودية من نوعها بين رابطتى مشجعى ريال مدريد وأتليتيكو مدريد، على هامش دربى العاصمة الإسبانية الذى أقيم بالفعل فى ملعب «ثيبيتاس ميتروبوليتانو»، والذى يوصف بأنه «ديربى» مدريد، وأحد أهم وأعنف الـ«ديربيات» الكروية على وجه الأرض، وهى أيضا واحدة من أكثر اللقاءات التى تحظى بمتابعة دولية، وذلك بنسبة مشاهدة تصل إلى خمسين مليون مشاهد حول العالم.
المباراة الحقيقية انتهت بفوز ريال مدريد، أو الـ«لوس بلانكو»، بهدفين لهدف كما نعرف، ليحتل أبناء المدرب الإيطالى كارل أنشيلوتى صدارة الدورى الإسبانى.
أما المباراة «المصرية» الموازية، فأقيمت على مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر على الأقل من العاصمة الإسبانية، وأقامها أكثر من مائة مشجع مصرى لريال مدريد وأتليتيكو، لتكون أول نسخة من الديربى الإسبانى على الأرض المصرية، وبتنظيم ورعاية رابطة الليجا نفسها، والرابطتين الرسميتين لمشجعى الناديين فى مصر.
المباراة شهدت أجواء تنافسية مثيرة ومرحة فى الوقت نفسه، وفوق كل شيء، كان بها كرة قدم على الطريقة المصرية، المليئة بالمواهب والـ«بهارات» التى تميز اللاعب المصرى تحديدا.
وبعد انتهاء المباراة بفوز رابطة أتليتيكو بنتيجة ( 7-4) حصل المشجعون على هدايا رسمية من «الليجا»، عبارة عن قمصان الفريقين، وكرات قدم، والعديد من الهدايا الأخرى.
ويقول إبراهيم القاضى، رئيس رابطة ريال مدريد فى مصر: «يشرفنا المشاركة فى حدثٍ مماثل مع الليجا ورابطة أتليتيكو مدريد فى مصر، التى تجمعنا معها علاقة صداقة قوية». ويضيف: «أشكر رابطة الدورى الإسبانى على إعطائنا فرصة لعب تلك المباراة المليئة بالمتعة والتآخى، وبدون شك، سننظم المزيد من الفعاليات معا هذا الموسم».
ومن جانبه، أشار راؤول أوستالى مندوب «الليجا» فى مصر إلى أنه من الشرف لـ«الليجا» التعاون مع مشجعين شغوفين يتمتعون بكثير من الروح الرياضية الإيجابية، مؤكدا أن هذا الحدث «يبرهن على جمال الرياضة، وقدرتها على توحيد الأشخاص على اختلافاتهم، وإسعادهم حول العالم، ليعلو ذلك كله على اعتبارات النتائج والندية».