عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«تيودور بلهارس» على خطى التطوير
24 سبتمبر 2022
تحقيق ـــ منى السيد [تصوير _ محمد حسنين]



  • د. حنان خفاجى مديرة المعهد:


  • نحن شركاء أساسيون بالمبادرات الرئاسية فى مجال الصحة


  • دراسات بحثية للتغيرات المناخية وبراءات أختراع وجوائز محلية وعالمية تضعه فى المقدمة


  • تمويل التحديث عبر الدولة بوزاراتها المعنية والمشاركة المجتمعية


  • نحو 35 ألف مريض يترددون على المعهد سنويا..والتطوير يقضى على قوائم الانتظار


  • المعهد يضم قوة بشرية مشرفة ومراكز بحثية وطبية متميزة



يعتبر معهد تيودور بلهارس قلعة من قلاع المنظومة الصحية فى مصر، وقد تم تأسيس المعهد منذ 40 عاما تقريبا ومن ذلك الحين يقوم بدور محورى فى نطاق الصحة والبحث العلمى،ويعد معهدا بحثيا إكلينيكيا يقدم خدمات بحثية وطبية مهمة فى علاج العديد من الأمراض، فضلاً عن الدور الذى يقوم به فى القضاء على الأمراض المتوطنة كالبلهارسيا وفيروس سى. وحاليا يمر بمرحلة تطوير وتنمية لقدراته التى تعود بالنفع العام وتجعله بالفعل منارة







  • علمية وطبية متفردة.



فى البداية تقول الدكتورة حنان خفاجى، مدير معهد تيودور بلهارس ورئيس مجلس الإدارة، إن المعهد يعد أحد أهم المعاهد البحثية العلمية المتميزة والرائدة فى مجال تشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة التى تصيب الجهاز الهضمى والكبد والكلى والجهاز البولى، وهناك اهتمام من المعهد والقائمين عليه بتفعيل دوره من خلال المشاركة المجتمعية، وانضمامه للحملات والمبادرات الرئاسية وفى مقدمتها الحملة الرئاسية للقضاء على فيروس سى، حيث شارك فى حملة «100 مليون صحة» لاكتشاف الفيروسات الكبدية، وكذا المشاركة فى مبادرة الدولة للوقاية والعلاج من الكبد الدهنى وأمراض الكلى والمسالك، ومشاركة المعهد الفعالة فى مجابهة جائحة فيروس كورونا، وأبحاث عزل وتحديد تسلسل الجينوم الكامل لفيروس «سارس كوف ـ 2».



بالإضافة إلى جهود المعهد فى المشاركة فى «حياة كريمة» وتنظيم عدد من القوافل الطبية وتجهيزها بالأطقم الطبية والتمريض والعلاجات وتوجيهها إلى المناطق الأكثر احتياجا.



ولمواكبة متطلبات المرحلة يشارك المعهد من خلال مركز التميز للدراسات البحثية والتطبيقية بدراسة للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، وإعداد برنامج بحثى لتغير المناخ، ومشروع بحثى ممول لدراسة تأثير تبطين الترع على نوعية المياه، وبدء مشروع «نحو بيئة نظيفة وطاقة مستدامة» بحى الوراق بتمويل من الاتحاد الأوروبى والحكومة الألمانية.



والمعهد يضم ٣٠٠ سرير، وتشمل المستشفى ٢٠ قسمًا، بها أحدث الأجهزة، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والاستشاريين المتخصصين بالمعهد، وعدد المرضى المترددين على المعهد حسب آخر إحصائية نهاية العام الماضى 34 ألفا و724مريضا.



وأكدت مديرة المعهد العمل على القضاء على قوائم الانتظار بعد استكمال تطوير العيادات وغرف العمليات وإحلال وتجديد المبانى وتوسعتها وزيادة عددها، ما يساعد على استيعاب ضعف عدد المرضى، مضيفة أن مستشفى المعهد يستقبل المرضى مع عدة جهات، مثل التأمين الصحى الذى يقوم بتحويل المرضى من كل المحافظات لتقديمه لخدمات طبية كثيرة من خلال أجهزة طبية حديثة غير متوفرة فى أماكن أخرى، مثل جهاز تفتيت الحصوات بالليزر،والمنظار المرن للحالب، وأيضا استخدام علاجات متطورة فى علاج حصوات القنوات المرارية، وارتفاع نسبة الصفراء، وأورام البنكرياس، إضافة إلى أجهزة المناظير بالموجات الصوتية لتشخيص أنواع الأورام مبكرا.



وأشارت إلى دور وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى تطوير قسم المناظير وشراء أحدث الأجهزة منها الأشعة التداخلية لتذويب أنواع من الأورام بديل للجراحة،وأيضا تطوير البنية التحتية، وتطوير قسم جراحة الجهاز الهضمى والكبد والذى يساعد فى إجراء أحدث الجراحات عن طريق المنظار إضافة لجراحات السمنة التى دخلت مؤخرا فى الخطة البحثية الخاصة بالمعهد ضمن المبادرة الرئاسية للقضاء على السمنة والتى أثبتت الدراسات أنها تؤثر على الكبد. وتم إطلاق برنامج زراعة الأعضاء فى المعهد وتم إجراء جراحات زراعة الكبد والكلى بالمعهد بنجاح.



 




  • المشاركة فى منظومة التأمين الصحى



كما أفادت د. خالدة رضوان أستاذ التخدير والعناية المركزة الجراحية والمشرف الفنى على وحدة الجودة وسلامة المرضى أن مستشفى المعهد بصدد الحصول على الموافقة على التسجيل فى الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية تمهيدا للحصول على اعتماد المشاركة فى منظومة التأمين الصحى الشامل، وذلك فى إطار الرؤية الإستراتيجية للدولة التى تهدف إلى توفير رعاية صحية متميزة لكافة المرضى تحت مظلة التأمين الصحى بجودة عالية تتماشى مع معايير الجودة العالمية. ولقد حظى مستشفى المعهد فى هذا السياق بزيارة فريق الدعم الفنى الخاص بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وذلك فى الفترة من26 إلى 28 يوليو 2022 لمتابعة ماتم تطبيقه من معايير ومتطلبات التسجيل متمثلة فى حزمة من التراخيص بالإضافة إلى متطلبات السلامة ومتطلبات الجودة الأساسية والدليل التشغيلى وتم ذلك من خلال مراجعة الوثائق والجولة الميدانية بالمنشأة وأسفرت هذه الزيارة عن تدريب فريق وحدة الجودة وسلامة المرضى بالمستشفى على كيفية التقييم الذاتى ووضع خطة استراتيجية واضحة بجدول زمنى مناسب لتحقيق الهدف المنشود والتغلب على نقاط الضعف والاستفادة من نقاط القوة.






 




  • تطوير البنية التحتية للمعهد



وأفاد د. إبراهيم ربيع أستاذ الطفيليات وأمين عام المعهد على أهمية تطوير البنية التحتية للمعهد، وقد تم توفير ميزانية قدرها 57 مليون جنيه عام 2021 /2022 لتطوير البنية التحتية والتى تمثلت فى تطوير منظومة الدفاع المدنى والحريق وأنشأ محطة لمعالجة الصرف الصحى و(3) مصاعد بمبنى المستشفى.و بالنسبة للعام الحالى قد تم تخصيص مبلغ 65 مليون جنيه منها 5 ملايين جنيه لشراء أجهزة طبية لخدمة المرضى المترددين على المستشفى. وجار استكمال تطوير الجزء الثالث من العيادات الخارجية ورعاية الجهاز الهضمى والكبد وعدد (5) مصاعد بالمستشفى وأيضا عدد (6) وحدات مكافحة العدوى ومبنى حيوانات التجارب لإجراء الجراحات التجريبية كما يتم تطوير محطة الكهرباء بالمعهد لاستيعاب الأحمال الكهربائية الناتجة عن التطوير الذى يتم بالمعهد وأيضا منظومة إنذار الحريق بالمعهد. وتم الحصول على منحة من البنك المركزى بمقدار 40 مليون جنيه لإحلال وتطوير عدد (5) غرف عمليات بنظام الكبسول بالإضافة إلى 12 مليون جنيه من موازنة المعهد لأعمال التطوير لتواكب المواصفات العالمية.



وتتمثل مشاركة القطاع الخاص فى التبرعات ما بين مالية وعينية منها مشاركة بعض الشركات بالأجهزة الطبية بقيمة2 مليون جنيه، وأيضا اشتملت التبرعات على أجهزة تصوير وكمبيوتر منحة من بنك الاستثمار، ومساهمة رجل أعمال بجهاز غسيل كلى، كذلك المواطنون البسطاء يتبرعون بأموال وعلاجات.



 




  • أعمال تطوير



وأشارت الدكتورة حنان خفاجى إلى تطوير «مركز التميز» وهو مشروع ممول من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والذى يقوم بإنتاج بعض من المنتجات الدوائية بتقنية الهندسة الوراثية، كذلك تطوير قسم الباطنة الذى يتلقى مرضى الكبد فى حالاته المتأخرة مثال مرضى (الغيبوبة الكبدية، القيئ الدموي).



أما تطوير العيادات فيتم على 3 مراحل تم الانتهاء من تطوير مرحلتين والعمل حاليا فى المرحلة الثالثة، مما يسهم فى سرعة الانتهاء من قائمة الانتظار، واستقبال عدد أكبر من المرضى فى العيادات والعمليات.



كما يضم المعهد أيضا المعهد الفنى الصحى للتمريض والذى تأسس عام 2019، وتخرجت أول دفعة منه فى العام الدراسى 2020 /2021، وتم تعيينهم كممرضات بالمعهد، بالإضافة إلى افتتاح وحدة للفيروسات الكبدية، تابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.



وبالنسبة للقوى البشرية فإن الوزارة وضعت ضمن اللائحة الجديدة العديد من الحلول لمعالجة نقص عدد الأطباء، منها انه يمكن للعاملين فى المعهد والمستشفى الحصول على منح للماجستير وللدكتوراه، كما شاركت وزارة الصحة والسكان فى حل مشكلة نقص الأطباء فى المعهد بالموافقة على نقل تكليف الأطباء من وزارة الصحة وإعادة التوزيع لندبهم داخل المعهد والمستشفى فى مختلف الأقسام والتخصصات. وفى المعامل المختلفة يوجد العديد من التخصصات غير الأطباء منهم (العلوم والزراعة والصيدلة)، حيث يوجد لدينا فى المعهد نحو 20 قسما منهم 8 أقسام إكلينيكية و14 قسما معمليا.



وأوضحت الدكتورة حنان خفاجى اعتماد المركز كمقر للتدريب، وبناء القدرات للباحثين المصريين وغير المصريين من دول شرق المتوسط والدول الإفريقية فى مجال إنتاج وتطبيقات المواد التشخيصية المختلفة للأمراض المتوطنة، إلى جانب بناء وتنشيط شبكة للتعاون وتبادل الخبرات بين المركز ومراكز التعاون الأخرى التابعة لمنظمة الصحة العالمية على مستوى العالم.



ودور وحدة التدريب والاستشارات البحثية داخل المعهد هو تدريب الطلاب من كليات والجامعات المختلفة داخل الأقسام الإكلينيكية والمعامل وفى نهاية التدريب يحصلون على شهادة معتمدة، إضافة إلى المنح المقدمة للطلاب من أكاديمية البحث العلمى لتسجيل الماجستير ورسائل الدكتوراه داخل المعهد.



ومن جهة أخرى قامت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بالقيام بحملات توعية عن طريق عدد من الأقسام داخل المعهد مثل قسم الصحة العامة الذى نظم عدة ندوات تعريفية للتعرف على كيفية تجنب الإصابة بالأمراض المتوطنة والمعدية، إضافة للقوافل الحقلية والنصف حقلية.



ومن أشهر الاتفاقيات التى تم توقيعها مع الخارج، اتفاقية مع مستشفى بوجون فى فرنسا منذ عام 2007 وهى سارية حتى تاريخه تجدد كل خمس سنوات، والاتفاقية سمحت بنشر وتبادل الأبحاث بين المعهدين فيما يتعلق بعلاج فيروس سى والفيروسات الكبدية وأمراض الجهاز الهضمى عموما. وأيضا إتفاقية مبرمة مع ألمانيا لتدريب الأطباء على عمليات زراعة الأعضاء وهناك تعاون مع العديد من الدول مثل الصين وإسبانيا فى تبادل الخبرات، والتعاون مع المعهد القومى للأمراض الطفيلية بشنغهاى من خلال مشروع مشترك؛ لإجراء التجارب المعملية ونصف الحقلية لمبيد قواقع صينى لطفيلى البلهارسيا، وكذلك التعاون المشترك مع أكاديمية العلوم البلغارية؛ لتسيير 4 قوافل طبية للكشف عن المخاطر الصحية التى تواجه مجتمع الصيادين بعدة محافظات.






 




  • نماذج مشرفة



وذكرت أيضا مديرة المعهد أن المعهد استطاع تحقيق تقدماً فى مجال النشر الدولى، حيث تم نشر 724 بحثاً فى مجلات علمية عالمية على موقع «سكوبس» فى الفترة من يونيو 2014 إلى يونيو 2022، ونشر 140 بحثاً محلياً فى مجلات علمية محلية خلال نفس الفترة،كما تم اختيار المعهد كمركز تدريبى بحثى متميز فى مجال التشخيص المناعى للأمراض الطفيلية المتوطنة فى إفريقيا من قبل الشبكة الإفريقية للابتكار فى تشخيص الأدوية، موضحاً اختيار المعهد كمركز تعاون مع منظمة الصحة العالمية، واختيار منظمة «ماكرو»الدولية المعهد للقيام بضبط الجودة الخارجية للمسح السكانى الصحى لمصر الخاص بتحاليل مكونات الالتهاب الفيروسى سى، فضلاً عن اعتماد شعبة المناعة وتقييم العلاج بالمعهد كمركز للتعاون مع منظمة الصحة العالمية فى مجال مكافحة البلهارسيا، وتشمل خطة التعاون إنتاج مواد تشخيصية عالية الحساسية سريعة وسهلة الاستخدام واقتصادية التكلفة لتشخيص مرض البلهارسيا.



وأشارت إلى حصول 42 طبيبا وباحثا مصريا داخل معهد تيودوربلهارس على التصنيف العالمى، ومؤخرا نشر بحث عالمى للدكتور خالد رجب فى قسم مناظير الجهاز الهضمى والكبد أحدث «ضجة عالمية».



ومعهد تيودور بلهارس معتمد من وزارة الصحة والسكان وبداخله مركز للتجارب السريرية، وتم تسجيل عدد7 براءات اختراع، وتم الحصول على براءتين وحفظ حق فى مجالات إنتاج البروتينات العلاجية المهندسة وراثياً باستخدام التكنولوجيا الحيوية، ومكافحة البلهارسيا وابتكار تشغيلات من العقاقير المضادة للبلهارسيا، كما حصل المعهد على عدد من الجوائز العلمية من بينها: جائزة «ANDI» للإبتكار فى مجالى الإبتكارات التشخيصية والابتكارات الدوائية، والمركز الثالث فى جائزة «برنامج القاهرة تبتكر» لعام 2020، وحصول د. أحمد الراعى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بالمعهد على رتبة فارس من الحكومة الفرنسية، وعدد من باحثى المركز على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية مثل الأستاذ الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد ونائب رئيس المعهد الأسبق،والأستاذة الدكتورة سناء بطرس رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمى بالمعهد، والتى تقول لقد نجح المعهد فى الحصول على منح من هيئات دولية، منها معهد الصحة الأمريكى ومنظمة الصحة العالمية المفوضية الأوروبية، لعدد من المشاريع وأهمها بناء قدرات معهد تيودور بلهارس لرفع قدرات الباحثين، وأرجعت الفضل للباحثين الذين أصروا على المنافسة الدولية، وساعدت هذه الأبحاث الدولية فى رفع التصنيف الدولى لمصر.