عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
زيارة قطر ومرحلة جديدة
15 سبتمبر 2022
رأى الأهرام


تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الشقيقة قطر، ومحادثاته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، لتعلن بدء مرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين، مصر وقطر.



كما تعد الزيارة محطة فى منتهى الأهمية على طريق تدعيم وتقوية العلاقات العربية ــ العربية. ولاشك فى أن الجميع يدركون أن العرب لم يكونوا فى حاجة إلى بعضهم البعض فى أى وقت مضى كما هم عليه الآن، نظرا إلى المخاطر الجسيمة التى تموج بها ساحة العلاقات الدولية فى هذه الأيام، وهى مخاطر تطال كل المجالات، سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.



إن مصر وقطر دولتان فى غاية الأهمية فى المنظومة العربية، بل وفى النظام الإقليمى للمنطقة كلها، ومن الطبيعى والحكمة والحصافة السياسية أن تسعى قيادتا البلدين إلى تقوية الوشائج بين الشعبين الشقيقين، وهى وشائج تضرب بجذورها فى التاريخ المعاصر، ومعروفة للقاصى والدانى. وحتما فإن الملف الاقتصادى كان على رأس جدول أعمال الزعيمين، السيسى وتميم، غير أن ملف الأمن القومى العربى لابد وأنه حاز على الاهتمام الأكبر لأن التحديات الخارجية التى تحيط بالعرب من كل جانب أضخم وأكبر من أن يتم التغافل عنها.



الذى يفكر قليلا ببعض التركيز سوف يدرك أن مجالات التعاون بين الشقيقتين، مصر وقطر، لا تعد ولاتحصى. وهنا يمكن الحديث عن التنسيق المشترك بينهما فى قضايا مثل، القضية الفلسطينية، والأوضاع فى غزة، وفى سوريا واليمن وليبيا، وغيرها، وصولا إلى ما تفرضه الحرب فى أوكرانيا من تداعيات غاية فى الخطورة، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائى العربى.



وعلى الصعيد الاقتصادى، فإن ثمة قاسما مشتركا يجمع بين البلدين، ألا وهو الاستثمار. إن لدى قطر استثمارات ضخمة تبحث عن أسواق، ولدى مصر سوق عملاقة جاذبة للاستثمارات فى كل المجالات، خاصة فى الطاقة، والبنى التحتية، والسياحة، والنقل البحرى والبرى، والمشروعات العقارية علاوة على ذلك فإن مجال الغاز، إنتاجا واستهلاكا ونقلا وتسويقا، هو مجال مفتوح لتعاون لا حد له بين الدولتين، باعتبارهما من منتجى الغاز الكبار فى المنطقة العربية والعالم.



هذه المعانى وغيرها عبر عنها الزعيمان العربيان، السيسى وتميم، خلال قمتهما أمس فى الديوان الأميرى بالعاصمة الدوحة. وأكد الرئيس السيسى، خلال القمة، أن مصر تسعى إلى تعميق العلاقات مع قطر، ودفعها إلى آفاق أرحب فى المجالات كافة، سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتجاريا ومن جانبه شدد الأمير تميم على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى قطر تمثل تتويجا لمسار التميز الأخير فى علاقات البلدين ، وأعرب عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العربى والخليجى على الأصعدة كافة، مؤكدا حرص الدوحة على زيادة الاستثمارات القطرية فى مصر ، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية.