عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
طـلاب محترفـون
29 يوليو 2022
تحقيق : هبة على حافظ - [إشراف : عـلا عامر]
جبن رومى أكثر أمنا بتقنية «النانو»


«مشروعات تخرج» تتفوق فى تشخيص أزمات القلب وحل مشكلات المرور وتوفير الوقود ورفع جودة المياه



 




  • فوز «الغسل الكلوى فى ساعة» بالميدالية الذهبية فى كوريا.. والمركز الأول عالميا لـ«كاسحات الألغام»


  • الطالب محمد أكرم : تكلفة الذراع التعويضية الإلكترونية ربع المستوردة



 



 







  • د. محمود صقر :


  • 40 ألف طالب بالجامعات استفادوا من دعم مشروعاتهم بأكثر من 100 مليون جنيه ..والتمويل للأفضل فنيا



 




  •  م . محمود طنطاوى:


  •   بروتوكول لاكتشاف موهوبى«الهندسة» واستعداد للتواصل مع المؤسسات والنقابات


  • أكاديمية البحث العلمى تنظم دورات فى الابتكار وتساعد على نيل براءات الاختراع



 



الاعتقاد السائد عن «مشروعات التخرج» لدى الكثيرين، بمن فيهم الطلاب أنفسهم أحيانا، أنها مجرد «محطة إجبارية» لا يتحقق حلم التخرج دون المرور بها، وهو اعتقاد نعلم يقينا أنه لا يصلح للتعميم، لأن جامعات مصر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تزخر بمشروعات طلابية عظيمة، منها ما استحق التبنى والتطبيق، ومنها ما لا يزال ينتظر.. زهور فى مقتبل العمر، استطاعوا أن يحققوا معادلة ابتكار حلول أكثر أمنا وترشيدا لكثير من مشكلاتنا المحلية فى الطاقة والصحة والغذاء والزحام، فانتقل البعض منهم من خانة «الطالب» إلى خانة «المبتكر» وأخيرا «المحترف» الذى شق طريقه إلى عالم الصناعة والتجارة بمشروع تخرج.



 



فى كلية الزراعة جامعة الأزهر نجح الطالب محمود على، بمشاركة أربعة من زملائه، فى إنتاج جبن رومى صحى وآمن وخال من السموم الفطرية، باستخدام تقنية «النانو» لمركبات طبيعية. وبتفصيل أكثر، كان كلام محمود معنا، شارحا فكرة مشروعه قائلا: قرص الجبنة الرومى أو جبن «الراس»، عندما يدخل عملية التصنيع، يمر بمرحلة تستغرق نحو ٩٠ يوما ويطلق عليها مرحلة التسوية، وفيها تكون الفرصة سانحة للأسف لنمو الفطريات، وبعض هذه الفطريات قد تفرز مواد سامة مثل مادة «الأفلاتوكسين»، وهى ذات تأثير خطير جدا على صحة المستهلك، وإن كان لا يستطيع اكتشافها عند شراء الجبن الرومى من محال البقالة والسوبر ماركت، لأن معظم المعامل تقوم بتنظيف الجبن منها، كما يقوم تاجر التجزئة بتقشيرها من طبقة الشمع، مما يهدر نحو 5% من المنتج، فضلا عن استمرار الخطورة الغذائية. ولفت محمود إلى أن التقنية الجديدة هى محاولة لمقاومة نمو هذه الفطريات باستخدام بديل طبيعى 100% أثناء مرحلة تصنيع الجبن وتسويته، مما يزيد من جودة الجبن ويحسنها، كما أنها ستقلل من الهدر لأننا لن نحتاج الى تقشير الطبقة الخارجية بنسبة كبيرة.



ويشير محمود إلى وجود بدائل فى السوق لمقاومة هذه الفطريات، لكنها بدائل كيميائية تسبب العديد من المشاكل والأمراض، مضيفا أنه تم تمويل مشروعه من أكاديمية البحث العلمى بمبلغ ٧٥ ألف جنيه، وأنه يأمل أن يشق المشروع طريقه نحو الشركات والمعامل المنتجة للجبن الرومى، وخصوصا بعد ظهور نتائج جيدة له، كما يأمل أن يختار المواطنون المنتج الطبيعى الذى لا يضر بصحتهم.






ومن إحدى الأكاديميات الخاصة بالاسكندرية، ابتكرت يمنى محمد وثلاثة من زميلاتها فى مشروعهن، فكرة «مرافق ذكي» وتعتمد على تصميم روبوت ذكى يتحدث إلى الآخرين، ويستطيع مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن، فى مهام عديدة داخل الأماكن المغلقة، كالبيت والشركة والجامعة، لييسر عليهم مهام الحياة.



ثم انتقلنا إلى كلية الهندسة جامعة حلوان، حيث لفت نظرنا مشروع تخرج حول التحكم فى جودة المياه بمحطات التحلية، وقام الطالب محمد أحمد الشربينى أحد أعضاء الفريق المكون من ١١ طالبا ـ بشرح المشروع، قائلا: هدفنا كان تحسين جودة المياه فى محطات التحلية المختلفة، حيث تحتوى على نسب مختلفة من العكارة والأملاح الذائبة، ومعامل الأس الهيدروجينى (PH) التى يتم التحكم فيها بشكل يدوى، مما يؤثر على درجة حامضية المياه أو قلويتها، ويؤدى بقاء هذه العناصر بالمياه لفترة إلى التأثير على صلاحيتها للشرب، ولكن وفقا لما ابتكره الشربينى وفريقه يتم التحكم فى جميع عمليات المحطة عن طريق الاعتماد على «سينسور» يقوم بقياس عناصر المياه بشكل مستمر وسريع، وبطريقة آلية دون تدخل العنصر البشرى، من خلال نظام «الاسكادا»، كما يقوم بالتعديل فورا لضبط معدلاتها حتى تكون المياه مناسبة، وذات جودة عالية، تتماشى مع جميع الاحتياجات سواء للشرب أو للرى أو لأغراض التصنيع الدوائى أوغيره أو فى الزراعة وتربية الدواجن وزراعة الأسماك.






ثم انطلقنا تجاه سواحل مصر الشمالية، إلى جامعة الإسكندرية حيث ابتكر فريق من كلية الهندسة ذراعا تعويضية إلكترونية لمبتورى الأطراف، أهم ما يميزها أنها صناعة مصرية 100%، درجة كفاءتها تقارب كفاءة الأجهزة التعويضية المستوردة من الخارج كما يؤكد الطالب محمد أكرم أحمد أحد أعضاء الفريق الذى تابع موضحا أهمية هذا الابتكار: أن هناك خمس شركات على مستوى العالم تقوم بتصميم وإنتاج أطراف صناعية، وشركة وحيدة مصرية تنتج أذرعا يدوية، لكنها تعتمد فى الحركة على عضلات صاحب الإعاقة مما يتسبب فى إرهاق بدنى له على المدى الطويل، ولكن الذراع التى تم تصميمها خفيفة الوزن لأنها من البلاستيك، ويكون استشعار الحركات بها من خلال حساسات توضع على الجسد لتحريكها فى الزاوية التى يتم تحديدها من خلال محركات كهربائية.



ويؤكد محمد أن أمله هو احتضان الفكرة - التى تم دعمها من أكاديمية البحث العلمى لإتمام التنفيذ بما يقرب من ٥٣ الف جنيه - وتبنيها من المجتمع المدنى ورجال الصناعة، حيث يرى أنها ستحقق عائدا اقتصاديا كبيرا جدا لمصر، لأنها بداية لسوق غير متوافر، بالإضافة إلى أنه سيتم توفير الأطراف الصناعية بتكلفة أقل بكثير من التى يتم استيرادها بها من الخارج، مشيرا إلى أنه فى حالة وجود خط انتاج لمشروعه لن تزيد التكلفة على ربع تكلفة مثيلتها المستوردة.



وفى جامعة المنصورة لفت انتباهنا مشروع تخرج تمت مناقشته العام الماضى، وأصحابه بدأوا هذا العام أولى خطوات إظهاره للنور، وهم فريق «نبضة»، باستخدام ساعة تستطيع اكتشاف أى اعتلالات قلبية مفاجئة لمرتديها فى نفس لحظة حدوثها.



سالم محمد إبراهيم خريج كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة، وأحد أعضاء فريق نبضة، قال: هذا النظام بمثابة توءم رقمى للقلب، يقيس معدل النبض بشكل مستمر على شكل موجات PPG، حيث تذهب هذه التشخيصات إلى تطبيق هاتف مستخدم الساعة، الذى يمكنه بعد ذلك استكشاف حالة قلبه وتاريخ التشخيصات السابقة، كما يمكنه إرسالها للطبيب على صفحة الويب الخاصة به، كما يمكنه أيضا أن يحفظ الأشعات والتحاليل التى أجراها المستخدم على مدى حياته، وإظهار المناطق المتوقع وجود عيوب خلقية بها فى القلب.



وفى جامعة أسيوط قال فارس أحمد، طالب بالهندسة، قسم الكهرباء، شعبة الحاسبات والتحكم، إن فكرة مشروعه تتمثل فى الكشف عن مرض السل باستخدام ميكروسكوب ذكى عن طريق الذكاء الاصطناعى، حيث يتم أخذ عينة من بلغم المريض، وأخذ صور لها وإدخالها إلى نموذج ذكاء اصطناعى يقوم بفحصها وعرض نتيجة التحليل على تطبيق الهاتف.






وأضاف فارس أن فكرة مشروعه لاقت إعجاب أكاديمية البحث العلمى، وقامت بدعمه ماديا ومعنويا، مشيرا إلى أن المشروع حصد المركز الأول فى مسابقة أبوظبى من بين 55 جامعة و320 مشروعا على مستوى الشرق الأوسط والدول العربية. كما أكد أن المشروع يسهم بشكل كبير فى تحقيق هدف أساسى من أهداف التنمية المستدامة، وإستراتيجية منظمة الصحة العالمية فى القضاء على الأوبئة والأمراض المدارية المهملة، ومنها السل، بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن فكرة المشروع تقلل الإصابة بمرض السل بفحص العينات بشكل أدق وأسرع بأقل تدخل بشرى، كما أنها سوف تشارك بشكل كبير فى نمو الاقتصاد المصرى عن طريق تصدير الميكروسكوب للدول التى تعانى من انتشار مرض السل خاصة فى جنوب شرق آسيا وإفريقيا.



وفى جامعة طنطا قال عبدالله الوكيل الطالب بكلية العلوم قسم الكيمياء، إن مشروعه يتمثل فى إنتاج وقود الهيدروجين الأخضر باستخدام الخلايا الشمسية، وهو أحد مصادر الطاقة المتجددة النظيفة التى تتماشى مع إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، ومع السياسات الواضحة للدولة المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، وأوضح أن إنتاج وقود الهيدروجين الأخضر يتم من خلال التحلل الكهربائى للمياه، مثل مياه البحار عن طريق الخلايا الشمسية التى تعتبر مصدر الكهرباء، حيث يتم فصل غاز الهيدروجين، وهو غاز قابل للاشتعال، واستخدامه كوقود فى المصانع بديلا عن مصادر الطاقة غير المتجددة التى تسبب التلوث البيئى. كما أوضح أهمية هذا المشروع فى حل مشاكل الوقود لمصانع الطوب الطفلة المهددة بالتوقف نظرا للتكلفة العالية للطاقة المستخدمة حاليا، ولكى يكون بديلا عن «المازوت» الذى يستهلك 75% من تكاليف الإنتاج فى تلك المصانع. ولفت إلى أن الأكاديمية قامت بتمويل النموذج الأولى للمشروع بـ 45 الف جنيه، وأنهم الآن فى مرحلة البحث عن مستثمر يقوم بدعم المراحل المتتالية المشروع وتطويره.



فرص عمل



«مشروعى بدايتي»، هو اسم البرنامج الذى تبنته أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وتم من خلاله - كما يقول الدكتور محمود صقر، رئيس الأكاديمية - دعم أكثر من 2899 مشروع تخرج بقيمة إجمالية تزيد على 113 مليون جنيه، واستفاد منه أكثر من 40 ألف طالب من الجامعات الحكومية والخاصة على مستوى الجمهورية، مؤكدا إيمان الأكاديمية - التى تعتبرأكبر جهة داعمة لمشروعات التخرج لطلاب السنة النهائية فى كل التخصصات بجميع الجامعات المصرية - بدور الشباب فى دعم خطط التنمية والتطور، وهو ما يجعلها مستمرة فى تبنيها أفكارهم ومشروعاتهم التى تخضع لعملية فحص مدققة، لاختيار أفضل المشروعات المقبولة فنيًّا، لافتا إلى أن الدعم لا يقتصر على كليات التخصصات العلمية والهندسية، بل يشمل العديد من التخصصات، كالأثاث والديكور وأفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية وصناعة البرمجيات والالكترونيات و«الروبوتكس» والصناعات البترولية والاستزراع السمكى وتدوير المخلفات وتجميل المدن والصناعات الغذائية والحرفية.






وأشار صقر إلى أن هناك العديد من مشروعات التخرج التى دعمتها الأكاديمية قد تحولت بالفعل إلى شركات تكنولوجية ناشئة، بمساعدة برنامج «انطلاق» والذي يأتى كمرحلة تالية لاحتضان مشروعات التخرج واكتمال تحويلها إلى شركات اقتصادية، مما يسهم كذلك فى تأهيل الشباب لخلق فرص عمل والاستفادة من مشروعات التخرج التى نعتبرها مستودعا ضخما للأفكار المبتكرة.



هذا بخلاف مشاركة العديد من الفرق التى دعمتها الأكاديمية فى مسابقات دولية، وحصولهم على مراكز متقدمة، وعلى سبيل المثال فاز فريق «بيتروبوت» من جامعه ٦ أكتوبر بالمركز الأول عالمياً فى مسابقة كاسحات الألغام، ضمن فاعليات المسابقة الدولية للروبوتات التى نظمتها ودعمتها الأكاديمية فى مدينة العلمين الجديدة، حيث تفوق طلاب الفريق فى القدرة على كشف الألغام الموجودة بمنطقة ما، ورسم خريطة متكاملة لها بسرعة فائقة.



كما فاز مشروع «الغسيل الكلوى فى ساعة» للطالبة منار جمال بجامعة بنى سويف بالميدالية الذهبية فى معرض كوريا الجنوبية السنوى، لتمكنها من اختصار جلسات وساعات الغسيل الكلوى من 12 ساعة أسبوعيا إلى ساعة واحدة فقط كل أسبوعين، ومايتبع ذلك من تقليل استهلاك الفلاتر من 144 فلترا سنويا إلى 24 فقط.



ولفت صقر إلى أن نسبة كبيرة من المشروعات التى حصلت على دعم الأكاديمية شاركت فى معرض القاهرة الدولى للابتكار، وهو المعرض الذى تنظمه الأكاديمية فى نوفمبر كل عام منذ 2014.



وقال صقر : الإحصائيات فى عام 2017 أوضحت أن هناك زيادة ملحوظة فى عدد مشروعات التخرج المقدمة من محافظات الوجه القبلى، ويرجع ذلك إلى الأيام التعريفية التى قام بها فريق العمل القائم على برنامج «بدايتي» فى صعيد مصر لتعريف طلبة الصعيد بهذا البرنامج المهم، وكذلك البرامج والمنح الأخرى، مشيرا إلى أنه فى عام 2019 كانت المشروعات المدعومة موزعة على مجالات تخدم خطط التنمية، ومنها: السيارات الكهربائية، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والذكاء الاصطناعى، والفنون والآداب.






ومن جانبه يوضح المهندس محمود طنطاوى، مدير برنامج دعم مشروعات التخرج بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بالأرقام أن البرنامج الذى كانت بدايته فى عام 2012 حيث استطاع وقتها تقديم الدعم لـ 87 مشروعا بتمويل مليون جنيه، وكان البرنامج مقتصرا على طلاب كليات الهندسة والعلوم، وبعد عشر سنوات من العمل والدراسات والاستبيانات الطلابية قام البرنامج فى العام الماضى وحده بتمويل ما يقرب من 650 مشروعا بتكلفة قدرها 28مليون جنيه، كما اتسع لاستيعاب معظم الجامعات المصرية الخاصة والحكومية داخل منظومة البرنامج، والتى بلغت 80% من إجمالى جامعات مصر، مع مراعاة توجيه الدعم للتكنولوجيات الحديثة والمصانع ذاتية التشغيل.



وبخلاف الدعم المادى يوضح طنطاوى أنه تم تقديم دورات تدريبية قصيرة الأجل فى مجال ريادة الأعمال والابتكار، بالإضافة إلى تنظيم جلسات تعريفية للطلبة بالبرنامج إلى جانب إتاحة الفرصة لبعض المشروعات ذات القيمة التنافسية العالية لحضور المؤتمرات، والمساعدة فى التقدم لمكتب براءات الاختراع للحصول على براءة اختراع .



كما لفت إلى أن الأكاديمية وقعت بروتوكولا مشتركا مع نقابة المهندسين الفرعية بالإسكندرية منذ عام 2019 لمدة 3 أعوام لاختيار 10 مشروعات هندسية كل عام من المؤسسات التعليمية المختلفة المتقدمة فى مجال المدن الذكية، حيث خصص لهم تمويل قدره نحو2 مليون جنيه فى 3 سنوات، من أجل فتح مجالات جديدة للوصول للموهوبين والمتفوقين فى المجال الهندسى، مؤكدا استعداد الأكاديمية لتبنى أى مبادرة من جميع مؤسسات الدولة تساعد فى الوصول إلى مختلف الشرائح من الباحثين فى مصر.



 



 



د. محمود عبد ربه: رجال الصناعة يدعمون طلاب «زويل» ..وثلاثة مشروعات تحولت إلى شركات



 



 



عندما نتحدث عن«زويل» يتبادر فورا إلى الأذهان طلاب وطالبات الثانوية العامة من العباقرة، فكيف كان انتاجهم عند وصولهم الى محطة التخرج ؟



الدكتور محمود عبد ربه الرئيس التنفيذى لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا أوضح أن متوسط مشروعات التخرج بالمدينة 50 مشروعا سنويا، وحجم التمويل المقدم لاحتضان ودعم هذه المشاريع يصل الى مليون ونصف المليون جنيه، وأضاف أن الدعم الذى تقدمه المدينة لطلابها لا يقتصر على الدعم المادى، ولكنه يشمل صقل الطلاب بالمهارات اللازمة لتأسيس مشروع التخرج، بداية من جمع المعلومات، مرورا بمرحلة تصنيع النموذج الأولى، حتى يصل الطالب الى تحقيق هدفه بإخراج المنتج النهائى فى أفضل وضع، وأشار إلى أن مدينة زويل قائمة بالدرجة الأولى على دعم مؤسسات المجتمع المدنى، وخاصة رجال الصناعة، فهم بمنزلة شركاء النجاح فى مختلف مراحل استكمال المدينة، وتطويرها، بجانب دورهم المهم فى دعم الطلاب النابغين والمبتكرين والموهوبين منذ دخولهم المدينة وحتى تخرجهم .






وأوضح د. عبد ربه إن بعض مشروعات تخرج طلاب المدينة نجحت فى الوصول لمحطة الاحتراف سريعا، حيث أثمرت تأسيس ثلاث شركات ناشئة، أصحابها كانوا طلابا، وأصبحت لديهم علامات تجارية فى السوق المحلية، وأولى هذه الشركات تخصصت فى إنتاج «البروتين» محليا، بينما تعمل شركة أخرى على التحكم فى المزارع السمكية باستخدام الانترنت، وتخصصت الشركة الثالثة فى مجال إنتاج الأجهزة العلمية للجامعات والمعاهد المصرية، وتقوم حاليا بالتصدير لبعض الدول العربية.



وفى عرضه لأحد مشروعات التخرج بالمدينة قال إن مدينة زويل تتجه إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل للطاقة الكهربائية، ولكن مع التركيز على البعد البيئى من منظور مختلف، وهو ماذا بعد استهلاك هذه الوحدات الشمسية، مضيفا: قد يعانى العالم مشكلة أكبر، وهى تولد المخلفات الخطرة، الأمر الذى دفع فريقا طلابيا ببرنامج الهندسة البيئية بالمدينة إلى تبنى هذا المشروع، وعرض رؤية متكاملة لكميات المخلفات التى تتولد على المستويين القومى والعالمى. كما عرض المشروع برنامجا متكاملا لإدارة المخلفات المتولدة من محطات الطاقة الشمسية وطرق التدوير واسترجاع المواد من هذه الألواح. هذا المشروع يمثل دليلا إرشاديا للتعامل مع هذه النوعية من المخلفات والذى يمثل رؤية استباقية لحل مشاكل مستقبلية سوف تحدث عاجلا أو آجلا، مؤكدا أن مثل هذه المشروعات يعظم من استخدامات الطاقة المتجددة ودفع عجلة التنمية المستدامة.






ومن أبرز مشاريع تخرج طلاب المدينة كما يقول د. محمود عبد ربه: ابتكار نظام يعمل على تقليل الازدحام المرورى باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى، مؤكدا أن الازدحام ــ بحسب دراسة قامت بها مجموعة البنك الدولى ــ يكبدنا سنويا ما يقارب 47 مليار جنيه، موزعة بين زيادة أوقات التنقل من وإلى العمل، مما يؤثر سلبيا على قدرة العاملين على الانتاج، وكذلك زيادة استهلاك الوقود، وما يتبعها من ارتفاع تكلفة صيانة السيارات، فضلا عن تأثيره السلبى على البيئة، وعلى الحياة الاجتماعية. مضيفا أن من مشروعات المدينة أيضا مشروعا قام به طلاب قسم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإثراء مجال التعليم الالكترونى للغة العربية خاصة للأطفال، يطلق عليه «speaker»، يستهدف الأطفال بدءا من خمسة أعوام حتى خمسة عشر عاما، وتحديدا الناطقين بالانجليزية، وذلك باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى، موضحا أن معظم الأطفال والمراهقين يقضون يومهم أمام الشاشات، لذلك وقع اختيار الطلاب على تصميم لعبة تفاعلية تجعل الطفل لاعبا ومتعلما فى آن واحد.