عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ومن الحب ما قتل
28 يوليو 2022
فاروق جويدة


لا أتصور أن يكون الطريق إلى الحب على نهر من الدماء لأن الحب والدم لا يلتقيان.. وفى أسبوع واحد شهدت أكثر من عاصمة عربية جريمة قتل بسبب الحب لأن فتاة رفضت أن تتزوج شخصا يحبها فقرر أن يقتلها.. حدث ذلك فى جريمة المنصورة أمام جامعتها ذبح طالب زميلته لأنها رفضت أن تتزوجه وصدر حكم القاضى الجليل بهاء الدين المرى رئيس محكمة جنايات المنصورة بإعدامه مطالبا بتغيير القوانين ليكون تنفيذ الإعدام علنيا لردع كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجريمة بسبب الحب.. أيضا قتلت فتاة فى احدى الجامعات بالأردن لأنها رفضت الزواج من شاب يحبها فأطلق عليها الرصاص داخل الجامعة أمام زملائها.. وفى ليبيا قتل شاب فتاة رفضت أن تتزوجه وهذا ما وصل إلينا من الجرائم .. ولا أحد يتصور أو يكون القتل طريقا للحب لأن الحب أرقى المشاعر الإنسانية إنه ذلك الإحساس الذى عشناه فى أحضان أمهاتنا بما فيه من الدفء والحنان.. إنه الزوجة التى منحت عمرها بكل السخاء انه الطفل الذى عاش أجمل ذكريات عمره فى صدر أمه إنه الأب الذى منح شبابه ولم يبخل بعمر أو صحة كيف تحولت هذه العلاقات الإنسانية التى قامت على الرحمة إلى رصاص يقتل وسكاكين تذبح وكيف تحول هذا الإنسان الرقيق إلى كائن متوحش لا يحمل من صفات البشر شيئا.. إن القتل تحت دعاوى الحب أسوأ أنواع الكذب لأن المحب الحقيقى لا يقتل والدم لا يعرف الرحمة والحب هو الرحمة.. ما الذى جعل الإنسان خير مخلوقات الله يتحول إلى كائن متوحش هل هو العالم الذى تحول إلى غابة كبيرة وسقط الحب أمام حشود القتل والطغيان.. هل هو الإنسان الذى كره كل شيء ولم يجد غير القتل بعد أن كره نفسه.. هل استبدل الإنسان الرحمة بالكراهية والحب بالقتل والحياة بالموت وبدلا من أن يقدم الورود لمن يحب أصبح قاتلا مأجوراً.. رحم الله زمان الحب والرحمة والويل لإنسان يقتل باسم الحب..