عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
تبريرات ذبح الطالبة بالمنصورة
23 يونيو 2022
أحمد عبدالتواب


ما يزيد من فجيعة ذبح الطالبة الجامعية غدراً وهى فى طريقها لأداء الامتحان فى جامعة المنصورة، أن البعض برَّروا الجريمة واخترعوا أعذاراً للمجرم الذى بيّت النية على قتلها وتعقبها بسكين، ثم قتلها شر قتلة، لا لشىء سوى لأنها لم تقبل به زوجاً! انظر إلى ماقاله واحد من المتعاطفين مع المجرم إنها برفضها تكبَّرت عليه، وكان المفروض أن تمنحه فرصة، وأضاف المُبرِر بأنها لو كانت فعلت لأنقذت نفسها من هذا المصير البشع، وعتب على الضحية أنها تسبَّبت فى ضياع مستقبل قاتلها! وقال إن قلب القاتل استراح لأنه بعد قتلها لم تعد لغيره، وأكدّ أنه سيكون مرتاحاً مطمئناُ حتى وهو ذاهب للمشنقة! كما أن بعض النساء كانت لهن مواقف لا تقل غرابة حيث أدانت بعضهن الضحية لأنها لم تكن محجبة، وبذلك لم تعد هى النموذج الذى يستحق التعاطف! وخلُصت الناصِحة بأن هذا درس لكل فتاة غير محجبة! هذه عينة محدودة من التبريرات للقاتل التى لم تستخدم ألفاظاً خارِجة فى إدانة الضحية.



يخطئ من يظن أن سذاجة هذه التبريرات تجعلها غير مؤثرة، لأن الخطر يكمن فى كونها موجهة إلى سذج يؤمنون بالعنف كوسيلة لفرض أفكارهم، لذلك يجب ألا تلهينا سذاجتها ويجب التحسب لأخطارها والعمل على حماية المجتمع منها ومن أصحابها. خاصة أن القتل، الذى هو بالفعل حالات فردية، قد تفشى، ولنتذكر أنه منذ أسابيع قليلة قام مجرم آخر بقتل أسرة بكاملها، أيضاً لرفضهم تزويجه ابنتهم.



الخطر يكمن فى أن هناك من يتساهلون فى ممارسة العنف ضد المرأة، فيجدون تبريرات لضرب الفتاة بأنها أفضل وسيلة لتربيتها، ولضرب الزوجة بتأويلاتهم الدينية التى لا تحظى بإجماع الفقهاء، بل وضد المرأة من خارج العائلة عندما يتصادف أن تسكن بجوارهم، فيجيزون لأنفسهم أن يقتحموا شقتها بالقوة ويضربوها اعتراضاً على استضافتها رجلا أو السماح لعامل بأن يدخل شقتها لإصلاح مشكلة سباكة أو غيره. وقد وصلت بعض جرائم دعاة مكارم الأخلاق إلى إلقاء الضحية من الشرفة لتموت فوراً، والكذب بأنها انتحرت هرباً من الفضيحة!