قرأت يوم الثلاثاء الماضى (24/5).. هذا الخبر، وصل قطار ديليسبس الأثرى إلى محافظة الإسماعيلية، قادما من محافظة المنصورة، للانضمام إلى فيللا ديليسبس، متحف ديليسبس حاليا بالإسماعيلية. وكما جاء فى الخبر فإن ذلك القطار... يتكون من عربتين، الأولى بطول 22 مترا ووزن 48 طنا، والثانية بطول 12 مترا ووزن 13 طنا، وهما مجهزتان باستراحة وأسرة للراحة، كان يستخدمها المهندس الفرنسى ديليسبس فى تحركاته. وجاء فى الخبر أيضا الحديث عن زيارة قام بها السفير الفرنسى فى القاهرة، مارك باريتى، لهيئة قناة السويس، وبحث سبل التعاون المشترك بين الهيئة والجانب الفرنسي. والحقيقة أن ذلك الخبر آثار لدى مسألة سبقت إثارتها اكثر من مرة فى ذلك السياق، وهى الدعوة إلى إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته الفارغة عند مدخل القناة... فكيف نحتفى بمتحف ديليسبس وبقطار ديليسبس، ولا نعيد تمثاله الشهير إلى قاعدته عند مدخل القناة..؟ إننى أعلم أن البعض فى مصر، وفى بورسعيد نفسها، يعترضون على إعادة التمثال، باعتبار أن صاحبه كان رمزا لاستعباد وإذلال وموت آلاف الفلاحين المصريين الذين فقدوا أرواحهم فى حفر القناة بالسخرة! غير أننى أرجو أن أعيد للضوء هذا الموضوع استكمالا لإعادة مدينة بورسعيد الجميلة إلى رونقها الخاص البديع. فلا شك أن ديليسبس لعب الدور الأساسى فى إقناع والى مصر سعيد باشا بحفر القناة، بعد أن درس بعمق فكرتها واقتنع بأهميتها وجدواها الهائلة. وسواء وصفنا ديليسبس بأنه كان عبقريا أو أفاقا ومحتالا..، إلا ان من العبث إنكار دوره الاساسى فى حفر القناة، وكذلك فى إنشاء مدينة بور سعيد على النمط الأوروبى. ولا أتصور أن إعادة التمثال لمكانه على مدخل القناة ينطوى على أى إهانة وطنية على الإطلاق، بل هو ينطوى على ثقة بالنفس، وإعادة الفضل لذويه بلا أى عقد أو حساسيات. وأتمنى ان يعمل محافظ بورسعيد على إعادة التمثال لمكانه، ضمن سعيه الدائب لتطوير تلك المدينة الجميلة، وإحياء النشاط السياحى إليها... بورسعيد تستحق كل ذلك وأكثر!