عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أخطاء الشرطة!
29 مايو 2022
د. أسامة الغزالى حرب


تابعت على موقع جريدة نيويورك تايمز الأمريكية ما جاء فيها بالتفصيل عن الجريمة المروعة التى وقعت يوم الثلاثاء الماضى (24/5) فى أحد المدارس الابتدائية بولاية تكساس، التى اقتحمها شاب عمره 18 عاما، فقتل 19 طفلا ومعلمتين. ولا شك فى أن تفاصيل ما حدث فى تلك الجريمة، تقدم لنا نموذجا للمواقف الحرجة والصعبة التى يجد فيها رجال الشرطة أنفسهم، ليس فقط فى الولايات المتحدة (المعروفة بكفاءة نظامها الشرطى).. وإنما أيضا فى أى مكان فى العالم. فكما جاء فى الصحيفة الأمريكية، فإن طفلة فى السنة الرابعة الابتدائية، كانت قد نجت من المذبحة بالصدفة، ووجدت نفسها بين جثث زملائها الذين قتلهم الشاب المسلح، وطلقات الرصاص الفارغة ... لقد مكث المجرم بالمدرسة لمدة نصف ساعة مرت على الطفلة المسكينة كأنها الدهر كله. وطلبت الطفلة الصغيرة وهى تهمس فى رعب رقم عامل التليفون «119» أكثر من مرة طالبة ارسال الشرطة! غير ان رجال الشرطة كانوا قد وصلوا بالفعل، مترقبين الشاب الذى دخل إلى حجرتى فصلين متصلين وأغلقهما ثم اخذ يطلق النار على الأطفال المساكين! ولكن السلوك اللحظى لرجال الشرطة فى المكان تعرض للنقد الشديد .. وكما جاء فى النيويورك تايمز ..فقد كانت هناك إمكانية.. انه إذا قامت الشرطة بما هو أكثر وأسرع، لما فقد كل هؤلاء الذين قتلوا أرواحهم. وأن الحقيقة التى كشفها مسئول الشرطة بالولاية عن إحجام رجالها عن دخول الفصل الذى كان المجرم قد دخله وأغلق بابه تثير العديد من التساؤلات.. فضلا عما ذكره حاكم الولاية أنه قد ضلل بشأن رد فعل الشرطة على ما تم، وأن ما جرى منهم أغضبه بشدة.. لماذا أورد تلك القصة التى لاتزال تشغل الرأى العام فى الولايات المتحدة ...، ولهم بالطبع كل الحق..إنها تشير فى الحقيقة إلى المواقف الصعبة التى يجد فيها رجال الشرطة أنفسهم إزاء حالات القتل العشوائى التى يرتكبها أفراد مختلون، وهى نفسها الحالات التى عرفناها منذ فترة فى العمليات الإرهابية التى تتفق مع تلك الحالة الأمريكية فى القتل العشوائى للضحايا... ففى كلتا الحالتين لا يهتم القاتل بهوية من يقتله، ولكنه يستهدف القتل للقتل سواء لمرض نفسى أو لهوس وانحراف فكرى، ولكن تظل الشرطة فى جميع الحالات محل نظر وفحص، ولكن ذلك قدرها ..فى أمريكا كانت أو فى مصر!.