عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«الدرب الأصفر» بكل الألوان
23 مايو 2022
هنـد رأفـت


"لا يرى لا يسمع لا يتكلم".. نقولها مجازا فى بعض الأوقات للتعبير عن حالة سكون الشخص وعدم وجود أى رد فعل سوى الصمت، ولكنها هنا تعبير عن حالة إبداع خاصة تتطلب التدقيق والتركيز والكثير من الهدوء لإنجاز مهمة فنية عاجلة.

مهمة لا يرى فيها أصحابها سوى الأقلام والألوان واللوحات ومشاهد ووجوه جاذبة وداعية لرسم صورة على الورق طبقا للأصل، ولا يسمعون من ضجيج المكان أو أصوات زواره سوى همهمات غير مفهومة من فرط التأمل، وقليلاً ما يلجأون للحديث، فما الحاجة لإجراء أى حوار والأنامل الذهبية حاضرة تقول كلمتها.






مجموعة من طلاب كليات الفنون يجتمعون فى شارع المعز تحديدا فى حارة الدرب الأصفر إما سعيا للاستفادة من مجموعة فريدة من الأبنية الأثرية التى تشهد مزيجا تاريخيا بين الزمان والمكان يرضى شغفه وخياله الفنى، أو بحثا عن وجوه تهوى اختبار التجارب المختلفة وتوافق على فكرة المشاركة ولا مانع لديها فى الانتظار.






يقفون ويجلسون هنا وهناك، يفترشون الأرض بالأدوات ويدخلون فى عالمهم الخاص الذى يحظى بالعديد من المتفرجين والمعجبين الذين لا يستطيعون مغادرة المكان دون التقاط مجموعة صور لزاوية الرسامين الفنانين أمام بيت السحيمي.

للوهلة الأولى تربط بينهم وبين ثلاثية الماء والخضرة والوجه الحسن، رغم أن المكان لا يشهد وجود الماء أو حضور الخضرة، وحدها الوجوه يمكن أن تكون عاملا مشتركا لتكتمل الثلاثية الخاصة بهم بـ"لوحة" و"فنان" و"وجه" أو "بناء حسن".