عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الرهان الخاطئ لإسرائيل!
22 مايو 2022
مرسى عطا الله


فى استفزاز واضح وتحد صارخ لكل الأعراف الإنسانية والدولية أعلنت إسرائيل عدم التحقيق فى جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية «شيرين أبو عاقلة» تحت زعم عدم وجود شبهات جنائية تثبت مسئولية الجيش الإسرائيلى عن الجريمة خلال اجتياح مخيم جنين الفلسطيني.



والحقيقة أن إسرائيل تخطئ خطأ بالغا إذا تصورت أنها بهذا القرار الغريب والمعيب يمكن أن تسدل الستار نهائيا على ظروف اغتيال شيرين أبو عاقلة أمام الدنيا كلها وعلى مسمع منها وعلى مرأى بلا خجل وبلا خوف وبلا ضمير وبما يؤكد للقاصى والدانى أن كل شئ فى معطيات وملابسات مصرع شيرين لا يدع مجالا لأى شك فى أن الحادث مدبر ومتعمد!



وربما شجع إسرائيل على هذا السيناريو أنه سبق لها الإفلات مرارا من الإدانة والعقاب وأنها بمساعدة من يحمونها ويغطون ظهرها يمكنها من جديد أن تغطى على مأساة الاغتيال بمأساة نشر الصمت الرهيب وإسدال الستار نهائيا على الجريمة التى أوجعت قلوب الكثيرين فى مختلف أنحاء العالم بما فى ذلك دوائر ورموز عرف عنها أنها تساند إسرائيل بالباطل ولا تدخر جهدا فى تبرير سلوكياتها العدوانية على مدى 74 عاما.



وفى اعتقادى أن الحسابات هذه المرة جد مختلفة عن كل ما سبق من جرائم ارتكبتها إسرائيل لأن الدراما المرعبة التى شاهدها العالم على الشاشات الفضائية والتى بلغت ذروتها بسقوط شيرين أبو عاقلة مضرجة فى دمائها قد جذبت انتباه العالم واهتمامه وسحبت قدرا كبيرا من اهتمام العالم بالتداعيات الرهيبة للأزمة الأوكرانية ودفعت بالجميع إلى قرب حافة الهاوية!



وظنى أنه إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت بغباء مأساة اغتيال صوت إعلامية حرة فإن رهانها على فرض مأساة الصمت وتغييب الاهتمام الدولى على اغتيالها سوف ثبتت الأيام أنه رهان خاطئ لأن مأساة الاغتيال ربما تكون قد نجحت فى تغييب صوت شيرين أبو عاقلة لكنها فى المقابل أيقظت المأساة الكبرى للفلسطينيين فى ذكرى النكبة وأعادت إليها زخما ونشاطا وحركة منحت أصحاب الحق فى فلسطين طاقات معنوية لا حدود لها!



ثم تبقى كلمة أخيرة وهى أن ميوعة الموقف الأمريكى من رفض إسرائيل فتح تحقيق فى جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة ومناشدتها برفق يقترب من الاستجداء هو الذى يفسر إحساس إسرائيل بأنها دولة فوق القانون!



خير الكلام:




  •  غرور القوة من صنع الشيطان الذى يعمى الأبصار عن رؤية الواقع!