هل شاهدتم جنازة الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة ظهر يوم الجمعة الماضى فى القدس؟ من فاته هذا المشهد عليه أن يسعى ليراه ...فهو مشهد عجيب سخيف ووحشى وفظيع ومقزز ....قل ماشئت، ويكاد يستحيل أن تراه فى مكان آخر. إنه مشهد مجموعة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى المدججين بالسلاح وهم ينهالون بالضرب على حاملى نعش الصحفية الشهيدة محاولين إسقاطه أرضا! كاد النعش يسقط بالفعل بجثمان شيرين، الذى تمايل بين ايدى الرجال، ولكنهم رغم قسوة وبشاعة الموقف حافظوا على توازنهم، واستمروا فى طريقهم إلى الكاتدرائية! لقد اعتدت لسنوات غير قليلة أن أشاهد واسمع تقارير الصحفية والإعلامية البارزة شيرين أبو عاقلة، التى كانت بالفعل نموذجا راقيا للأداء المهنى الرفيع. جمعت تغطيتها للمواجهات الفلسطينية –الإسرائيلية دائما، بين الموضوعية العلمية والحس الوطنى العميق الذى غرسه فيها انتماؤها إلى قلب فلسطين، إلى القدس! فهى ابنة أسرة فلسطينية مسيحية تعود جذورها إلى بيت لحم، ولدت وعاشت طفولتها وصباها فى القدس، وتعلمت بمدارس الراهبات فيها. تلقت دراستها الجامعية (الصحفية والإعلامية) بالأردن قبل أن تعود إلى فلسطين. قتلت شيرين عندما كانت تغطى اقتحام قوات الاحتلال الإسرئيلى صباح الأربعاء الماضى (11/5) مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة. لقد تعودت أن أشاهد التقارير الميدانية للشهيدة شيرين وهى تلقيها مرتدية السترة الواقية المعروفة للصحفيين، والتى تضمن حمايتهم فى الميدان... ولكن تلك الملابس لم تحمها هذه المرة من الرصاصة القاتلة التى اتجهت مباشرة إلى رأسها، فوق السترة وتحت الخوذة! غير أن مقتل شيرين أثار ردود فعل غاضبة، حانقة هائلة فى العالم كله... فكأنها فى موتها المأساوى، مثل حياتها الخصبة، خطفت أيضا الأبصار والأسماع! لقد ذكر مصرع شيرين العالم بالقضية الفلسطينية، وبالعدوان الإسرئيلى على الشعب الفلسطينى الذى تنتمى إليه شيرين! ولأن شيرين تحمل الجنسية الأمريكية عن والديها، فقد وقف مجلس النواب الأمريكى حدادا على شيرين .. ولكننا نريد أن يكون له موقف أقوى تجاه القضية التى استشهدت من أجلها شيرين!.