سمعنا كثيرا عن دفء الأماكن، ولكن لدفء الشوارع والحوارى والأزقة معان أخرى مستمدة من مشاعر أبطالها، أهلها وناسها البسطاء والمهمشين الأغنياء بتقاليدهم وشهامتهم منقطعة النظير.
على مسرح الطليعة بقيادة المخرج عادل حسان وضمن الاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيسه، يقشعر بدنك وقد تلمع الدموع فى عينيك تأثرا وحنينا لشخصيات قد تكون عشت بينها ورصدها كتاب «خلطة شبرا» للكاتب والشاعر يسرى حسان، وصاغها دراميا المخرج محمد سليم على المسرح فى عرض بنفس الاسم.
على ألحان البديع الراحل أحمد الحجار، والصوت الدافئ الشجى لماهر محمود، تأرجح أبطال العرض بين التمثيل والحكى لعرض تلك الخلطة العجيبة لأهل شبرا، أم محمود وزوجها أبو فتحى .. المسيحى الذى يؤذن للصلاة ويخطئ فى الأذان ولا يلومه أحد .. مقهى الحرامية الذى يجلس فيه كبيرهم لتلقى شكاوى أهل المنطقة وردّ كل ما يُسرق منهم .. العربجية وحميرهم .. الباحثون عن ذواتهم بالفهلوة كالحواة والحلنجية .. الباعة السريحة .. القفاصون .. الحصرية .. وغيرها من الحكايات التى منحت شبرا خصوصية ومذاقا متفردا بين أحياء القاهرة، وذاب فيها عشقا أبطال العرض علاء النقيب، محمد هانى، محمود عبد الرازق، وأحمد عبد الجواد الذى منح العمل بريقا لافتا بقدرته الكوميدية التلقائية، فتفاعل الجمهور معهم وتسابقوا فى ذكر تفاصيل أماكن شبرا .. دور السينما المختلفة وأسعارها الزهيدة .. من «شبرا بالاس» إلى سينما دوللى وأشهر أفلامها .. عالم مشحون بالسحر لا يتكرر إلا فى شبرا.