«النادى الدولى».. وذكريات نصر العاشر من رمضان
برامجه الحوارية كانت سمة أساسية تميز الشاشة الصغيرة طوال شهر رمضان، هو الفنان القدير صاحب الألف موهبة سمير صبرى، الذى شغلت البرامج التليفزيونية جانبا مهًما من مسيرته الفنية. لكن ظل برنامج «النادى الدولى» حيا فى ذاكرة المصريين، رغم مرور أعوام طويلة على توقفه. ويعد «النادى الدولي» من أول برامج «التوك شو» فى مصر، وبلغت أهميته أنه كان الوحيد الذى قرر التليفزيون مواصلة عرضه خلال فترة حرب العاشر من رمضان المجيدة، رغم توقف الكثير من المسلسلات والبرامج فى ذلك الوقت.
وفاجأ الدكتور عبدالقادر حاتم (1918 ــ 2015)، الذى كان يشغل منصب وزير الإعلام فى تلك الفترة العصيبة، الجميع وعلى رأسهم سمير صبرى نفسه باستمرار عرض البرنامج. كما كلفه بتسجيل عدة حلقات مع الكاتب الراحل أنيس منصور ( 1924ــ2011) حول كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون». وبالفعل قام سمير صبرى بتسجيل ثمانى حلقات معه داخل مبنى صحيفة " الأهرام"، وكانت مدة الحلقة الواحدة نحو 40 دقيقة.
ورغم مرور سنوات طويلة، إلا أن الفنان الكبير يستعيد تلك الواقعة بفخر موضحا فى تصريحاته الإعلامية، قائلا: «قبل عبور قواتنا خط بارليف بيوم، استدعانى دكتور حاتم وكلفنى بإعداد حلقة البرنامج، وحدد يوم الأحد 7 أكتوبر لإذاعتها، وطلب إذاعة حلقة الأستاذ أنيس منصور، وشدد على أن تكون خالية من الأغانى، وقصرها على كلام الأستاذ أنيس، وفوجئت بنشوب الحرب يوم السبت قبل إذاعتها بيوم».
أما عن يوم العاشر من رمضان فله حكاية لا يمكن أن ينساها الفنان سمير صبرى الذى سبق وسردها موضحا: «وقت معرفتى بخبر الحرب كنت بصور فيلم «الأحضان الدافئة» مع زبيدة ثروت فى شهر رمضان، ولأن الفيلم رومانسى فقد كان يحتوى على مشهد قبلة بينى وبين زبيدة ثروت. وأراد المخرج تصوير المشهد فى الساعة الواحدة ظهرا، وحاولت اقناعه بتأجيل المشهد لبعد الإفطار، وتناقشنا كثيراً حتى بلغت الساعة الثانية ظهراً، وفجأة جاء أحد الأشخاص مهللًا: «الحقوا الجيش بتاعنا عبر» لم نصدق فى بداية الأمر، ثم تابعنا الأخبار ونسينا المشهد والتصوير والفيلم وكل شىء حولنا، بل إن الحرب أوقفت التصوير تماماً، وذهبت إلى الإذاعة على الفور، لأنهم طلبوا منى الذهاب قبل ساعات حظر التجول، ومن ماسبيرو تابعت الأخبار وشهدت تلحين بليغ حمدى لأغنية الله أكبر على سلالم ماسبيرو، والكثير من الأغانى، مكررا فى عدة مناسبات أن أيام «العاشر من رمضان» كانت من أجمل فترات حياته».
لم يقتصر دور سمير صبرى فى حرب العاشر من رمضان على تقديم برنامج «النادى الدولى»، الذى تم تسجيل بعض حلقاته على خط النار فى الجبهة، بل كان يصطحب أصدقاءه من النجوم وقتها أمثال نادية لطفى وعبدالحليم حافظ وجورج سيدهم لزيارة جنودنا البواسل للترفيه عليهم.