عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قمة العقبة والعمل العربى المشترك
27 مارس 2022
رأى الأهرام


شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية التشاورية التى استضافتها مدينة العقبة الأردنية يوم 25 مارس الحالى، والتى ضمت العاهل الأردنى الملك عبد الله بن الحسين، وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى، فضلا عن وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودى الأمير تركى بن محمد بن فهد، حيث تناولت المحادثات بين القادة سبل تعزيز العمل العربى المشترك فى مختلف الأصعدة، ولاسيما التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومواجهة تداعياتها، وخاصة فى قطاعى الأمن الغذائى والطاقة. فضلا عن توسيع التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين الدول العربية، بما يصب فى مصلحة أمن واستقرار المنطقة العربية.



تطرقت القمة إلى الأزمات الدولية والإقليمية، وتأتى فى مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية وتنامى انعكاساتها على المنطقة العربية، وهو ما يتطلب المزيد من الجهود الوفاقية العربية للحد من حالة الاستقطاب التى تحاول بعض القوى الدولية ترسيخها، وهى الصيغة القائمة على إما معى أو إما ضدى، وهو ما كان موجودا خلال مرحلة ما بعد الحرب الأمريكية على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر، مع الأخذ فى الاعتبار أن اللحظة الراهنة تختلف عما ساد منذ عقدين من الزمن.



ولعل القمة العربية التشاورية ـ التى استضافتها العقبة ـ تمثل ترجمة لتفعيل المجلس التنسيقى المصرى والأردنى والعراقى، على مدى السنوات الثلاث الماضية، فيما أطلق عليه الشام الجديد أو المشرق الجديد، الذى يستند إلى تفاهمات سياسية وأبعاد اقتصادية ومصالح اقتصادية، وخاصة ملفات الطاقة والاستثمار، من خلال المزايا النسبية التى تتمتع بها كدول، والاستفادة من الإمكانات التى يعززها التواصل الجغرافى فيما بينها. ولعل حضور كل من الإمارات والسعودية يعكس الحرص على توسيع آلية التشاور العربى وتفعيل آليات الشراكة الاستراتيجية المتعددة والحرص على ترتيب شئون دول المنطقة من خلال دول المنطقة ذاتها وامتصاص أى ضغوط قد تمارسها القوى الدولية.



إن القمة الرباعية تمثل تعزيزا للعمل العربى المشترك وبلورة موقف عربى موحد لمواجهة التحديات والتهديدات المختلفة الناتجة عن الظروف العالمية وبما يحقق ترسيخ الاستقرار الإقليمى.