عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
قراصنة الإنترنت يشعلون الحرب الإعلامية فى روسيا
21 مارس 2022
مها صلاح الدين
> القرصنة الالكترونية .. حرب خفية على الإنترنت


فيما باتت الحرب الإعلامية جزءا أصيلا وأحد الأذرع الأساسية لحروب العصر الراهن، تشهد الحرب الروسية – الأوكرانية نشاطا غير مسبوق لحرب المعلومات القائمة على استهداف وقرصنة وسائل الاتصال فى الجانب الآخر، ليس بهدف إصابتها بالشلل فحسب، بل لفضح ممارسات الطرف الآخر بهدف تأليب الجبهة الداخلية عليه.



وفى ضوء هذا، كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» عن أن روسيا تتعرض لسيل من الهجمات الإلكترونية بشكل غير مسبوق، ولا سيما من قبل جماعة «أنونيموس» الشهيرة، أو «مجهول»، للقرصنة الإلكترونية، ولديها ملايين المتابعين لصفحاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى.



وأشارت «بى.بى.سى» إلى أن المهاجمين أزالوا مواقع الإنترنت الروسية وسرقوا بيانات حكومية، إلا أن أبرز تلك الهجمات كان ذلك الذى تعرض له التليفزيون الروسى فى الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، حيث تمكن المخترقون من السيطرة على برامج البث لمدة 12 دقيقة، من أجل عرض فيديو آخر مصور يظهر صور القنابل، التى تنفجر فى أوكرانيا، ويتضمن تصريحات لجنود عن أهوال الصراع. وتم تداول الفيديو فى 26 فبراير الماضى عبر حسابات «أنونيموس» بوسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت «بى.بى.سى» إلى أن بعض المتابعين تمكنوا من التحقق من صحة الخبر. ونقلت تصريحات على لسان سيدة تعيش فى أمريكا، قالت إن والدها يعيش فى روسيا، وقام بتسجيل الفيديو لها، ونشره على الإنترنت.



ويبرر القراصنة أفعالهم بأن «الأوكرانيين الأبرياء يذبحون»، متعهدين بتكثيف الهجمات على الكرملين، إذا لم يتم فعل شيء لاستعادة السلام فى أوكرانيا.



ويعتمد القراصنة، وفقا للخبراء، على هجمات DDoS، التى يتم خلالها «غمر الخوادم» بفيض من الطلبات، مما يصيبها بالشلل، ويجعلها تحت رحمة القراصنة، للتحكم فى محتواها.



ويخشى المراقبون من أن تمتد الهجمات لشل جزء أساسى من الحياة المدنية فى روسيا، كأن يتم استهداف شبكات الكمبيوتر الخاصة بالمستشفيات أو روابط الاتصال الهامة، سواء عن عمد أو طريق الخطأ، موضحين أن «أنونيموس»، التى تأسست فى 2003، لم تكن بهذا النشاط منذ سنوات. فى المقابل، تشن مجموعات قرصنة فى روسيا هجمات على أوكرانيا، ولكن على ما يبدو على نطاق أصغر. فهناك ثلاث موجات رئيسية من هجمات DDoS المنسقة ضد أوكرانيا منذ يناير الماضى، بالإضافة إلى ثلاث حوادث أكثر خطورة من هجمات «المساحات»، التى أدت إلى حذف البيانات الموجودة على عدد صغير من أنظمة الكمبيوتر الأوكرانية.



يأتى ذلك فيما تتعالى التحذيرات العالمية من استغلال المشهد فى عمليات النصب والاحتيال. وحذرت الشرطة الألمانية من بدء مجموعات من القراصنة والمحتالين على الإنترنت استغلال العقوبات الدولية على روسيا كوسيلة للاحتيال على المستخدمين، من خلال إرسال رسالة بريد إلكترونى يدعى تجميد الحسابات المصرفية، ويطالب المستخدمين بإرسال بياناتهم للتحقق من حساباتهم.