عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
بمناسبة يومها: الأم.. نهر العطاء «المتجدد» للبشرية
18 مارس 2022
إبراهيم عمران
د.إيمان الشماع ، د.سهير الفيل


«الأم»:الضمان الوحيد لاستقرار المجتمع، والحفاظ عليه، من خلال تربيتها القويمة لأبنائها، فهى ــ كما يؤكد علماء الدين بمناسبة الاحتفال بيوم الأم ــ حصن الأمان للمجتمع، ومهمتها من أعظم المهام،



فهى خير العطايا، وأكبر النِعم، ومربية الأجيال، ومصنع الرجال، وجنة الإنسان على الأرض، و«نهر العطاء المتجدد»، والحجر الأساسى لتكوين الأسرة، مؤكدين أهمية الوفاء بحقوقها المادية والمعنوية، فى حياتها وبعد مماتها، ومن ذلك الإحسان إليها، والإنفاق عليها، وتلبية احتياجاتها، باعتبار ذلك من أسمى معانى الطاعات لله تعالي، إذ يفتح أبواب الرحمة، ويزيدُ بركة العمر والرزق، ويُثقل ميزان حسنات المرء.



تقول الدكتورة إيمان محمد الشماع العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، إن دين الإسلام سبق كل المنظمات والتشريعات فى تكريم الأم، وجعل ذلك واجبا أبديا فى جميع أيامها وأحوالها وصورها، وليس يوما واحدا فى العام، ومما يدل على ذلك ربط الله سبحانه وتعالى شكر الإنسان له بشكر والديه، فى قوله: «أَنِ اشكر لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصير»، مشيرة الى أن بر الأم والإحسان إليها من أخلاق الأنبياء، لأن برها يعنى إحسان العشرة وتوقيرها وخفض الجناح لها وطاعتها من غير معصية والتماس رضاها فى كل أمر حتى فى الجهاد فلا يجوز إلا بإذنها، إذا كان كفاية، أما الأمر بالمعصية فلا طاعة لها فيها، لكن مع الرفق معها.



حقوق شاملة



وتضيف الشماع: من رعاية الإسلام للأم وحقها، أن جعل الأم المطلقة أحقية بحضانة أولادها تقديرا لمكانتها، فعن عبد الله بن عمرو ــ رضى الله عنهما ــ أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابنى هذا كان بطنى له وِعاء، وثَدْيِى له سِقاء، وحِجْرى له حِواء، وإن أباه طَلَّقَني، وأراد أنْ يَنْتَزِعَه مِني، فقال لها رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: «أنتِ أحقُّ به ما لم تَنكحي».



وتوضح أن بعض الشرائع تعمل على قرابة الأم، ولا تجعل لها اعتبارا، لكن الإسلام جاء ليوحى لهؤلاء بكرامتها، ومن ذلك «أن رجلا أتى الرسول فقال له إنى أذنبت فهل لى من توبة، فقال له النبي: هل لك أم؟ فقال لا .. فقال له: هل لك خالة؟ قال: نعم فقال له: برها».



وتضيف: للأم حقوق مادية ومعنوية فى حياتها ومماتها، فمن حقوقها الإنفاق عليها وتلبية احتياجاتها وكف الأذى عنها والصبر والحلم والبر والإحسان إليها.



وتؤكد الدكتورة سهير محمد الفيل، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الله تعالى كَرَّم الأم، وذكرها فى محكم قرآنه، وكما قدم الله عز وجل بر الأم على بر الأب، فالأم هى التى حملت، وتكبدت مشاق الحمل، ووضعت وأرضعت وسهرت وعانت وتحملت بصبر وحب ورغبة، موضحة أن فى السنة النبوية كَرَّم الرسول الأم، وأوصانا بها، فقد جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسنِ صَحابَتي؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أبُوكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَ»، فكرر كلمة «الأم» ثلاثاً لتأكيد أهمية وحيوية وفاعلية دور الأم.



وتقول الدكتورة زمزم عبداللطيف، مدرس الفقه بجامعة الأزهر، أن الإسلام لم يفرق فى الأمر ببر الوالدين بين ما إذا كانا مسلمين أوغير ذلك، لما رُوى من حديث أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، قالت: قدمت على أمى وهى مشركة فى عهد رسول الله ــ صلّى الله عليه وسلّم ــ فاستفتيت رسول الله، قلت: قدمت على أمى، وهى راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلى أمك».(رواه البخارى).