عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الحرب بالوكالة
12 مارس 2022
فاروق جويدة


دفعت أمريكا وحلف شمال الأطلنطى أوكرانيا إلى مغامرة غير محسوبة وغير متكافئة، فى مواجهة روسيا، فى عملية عسكرية دمرت كل شيء فى أوكرانيا، التى تصور المسئولون فيها أن أمريكا وأوروبا سوف يعلنان الحرب مع أول رصاصة تطلقها القوات الروسية.. ولكن للأسف الشديد فإن أمريكا خذلت الشعب الأوكرانى وتركته يواجه مصيره وحده، وكان الرئيس بايدن واضحا وصريحا وهو يؤكد أنه لن يرسل جنديا واحدا خارج أمريكا.. ربما تصور البعض أن أمريكا التى خاضت الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا واليابان واستخدمت السلاح النووى للمرة الأولى فى هيروشيما وناجازاكى يمكن أن تعيد أحداث التاريخ.. فهل أدركت أمريكا حجم خسائرها فى العراق وأفغانستان وسوريا، أم أن الظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصاد الأمريكى جعلت مغامرة الدخول فى حرب من أجل أوكرانيا عبئاً لا تتحمله، واكتفت بالشجب والإدانة وتقديم المعونات العسكرية حتى تخرج من هذه الكارثة وهى أقل ضرراً.. إن أمريكا استخدمت سلاح العقوبات ضد روسيا حتى إن كان ذلك سببا فى انقسام حلف شمال الأطلنطى الذى لا يتحمل نتائج وقف البترول الروسي، وهو يمثل أربعين فى المائة من استهلاك ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.. ولا شك أن سلاح العقوبات لن يجدى كثيرا، فقد استخدمته ضد إيران ولم ينجح.. إن الواضح حتى الآن أن روسيا يمكن أن تتحمل العقوبات ولديها من يشترى البترول والغاز خاصة الصين والهند، وهذا يعنى أن الحرب قد تطول وتدفع أوروبا ثمنا أكبر بكثير مما ستدفعه روسيا.. لقد سارت انجلترا خلف العم سام وقررت وقف استيراد البترول الروسي، ولكن هذا أيضا لن يجدي.. إن أمام أوروبا وأمريكا سنوات للوصول إلى بدائل للبترول والغاز الروسى من خلال الطاقة الشمسية أو اكتشافات بترولية جديدة وإن كان ذلك شيئا مستحيلا فى المستقبل القريب، ويبقى بعد ذلك كله أن المواطن الأوروبى والأمريكى هو الذى سيدفع فاتورة الحرب.. إن عاجلاً أو آجلاً، يفعلها أصحاب القرار وتسقط فيها الشعوب..