عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
حـبة كرز
4 فبراير 2022
منال رضوان


على حافة النهر رقدت حبة كرز فى خضُوع عجيب؛ بدت لى ناعمة الملمس لم تلتحف برتوشٍ من طمى، من جاء بها فى موضع غريب عن سلتها؟



ربما سقطت من يد «جنفياف» العجوز، وهى تجمع بعض الثمار يطعمها حفيدها الأعمى بعد أن تركته ابنتها وسط رجفات سنواتهما المظلمة.



أو أن «أوناى» المرحة تلهو كعادتها؛ وألقتها بيدها القصيرة كحجرٍ لتحاكى أمها يوم أن كانت تضرب موجات النهر الخرساء



كذلك رحلت هى الأخرى منذ سنين بعد أن خبأت أحجارها الصغيرة بجعبة ذاكرتى، وفَرَّت من نهر لم يعد يشتهى أجساد النساء.



لا أعرفُ لمن الكرزة ولا يعنينى ذلك تبدو شهية وإن ائتزرت بوشيج حشائش صفراء تجابه لكزات الشمس.



أشفقت عليها وربما كان إصرارى على التهامها بدافع خوف أو شهوة!



لا يعنينى ذلك؛ فمهمتها أن تؤكل أو أن توضع للزينة فوق كعكات الذكرى، لماذا تتوارى الآن فى خجلٍ؟



ربما أمتلك بالفعل حقولًا لا تنبت إلا الكرز لكننى لا أستطيع أن أقاوم لذتها.



فجأة، وبصفعة حجرٍ مجهولة تسبقنى موجات النهر فى سخرية متلاحقة وتبتلع إحداها لقيطة من كرز.