عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
مؤرخون يحاكمون شخصية ديليسبس : لص سرق فكرة قناة السويس ونسبها لنفسه
29 يناير 2022
كتب ــ د. عماد عبد الراضى
جانب من الندوة [تصوير: حسن عمار]


أكد المشاركون فى ندوة كتاب "ديليسبس الأسطورة الكاذبة" للكاتب والمؤرخ محمد الشافعى، أن فرديناند ديليسبس لم يكن صاحب فكرة شق قناة السويس، بل هو لص سارق للفكرة التى سبقه إليها المصريون فى مختلف العصور التاريخية، وأنه ما فعلها إلا لأغراض استعمارية فى إطار الصراع الفرنسى، الإنجليزى فى ذلك الوقت.



وقال د. خلف الميرى "مدير الندوة" إن "ديليسبس" شخصية جدلية فى إطار الدراسات التاريخية، أثيرت حولها أسئلة عديدة بشأن فكرة قناة السويس، مؤكدا أنه سبق لجماعة "السانسيمونيين" وهم آتباع المفكر الفرنسى "سان سيمون" أن طرحوها، وطرحت أيضا فى القرن السادس عشر، كما أن فكرة ربط البحرين بقناة موجودة منذ التاريخ القديم، ولفت إلى ما تكبدته مصر من تضحيات مادية وبشرية من أجل القناة التى لم تعد إلا بقرار التأميم عام 1956.



أما محمد الشافعى "مؤلف الكتاب" فقال إنه يعتبر الكتاب من أهم مؤلفاته، لأنه يتبنى قضية كشف حقيقة ديليسبس الذى يثير البعض كل عام قضية تكريمه وعودة تمثاله، وهم جماعة الإيليانس فى بورسعيد، والذين يؤيدهم بعض مسئولى المحافظة هذا العام، لكن مجموعة من الشباب الوطنى الواعى قرروا رفع قضية ضد القرار، وأضاف: أقمنا ندوة فى نقابة الصحفيين، ولجأنا إلى الجمعية التاريخية المصرية التى أصدرت تقريرا يؤكد أن ديليسبس لا علاقة له بفكرة حفر القناة، وتتبعت خلال إعداد الكتاب أمهات الكتب والمصادر التاريخية، وكلها أكدت أن فكرة شق قناة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط قديمة، وما يؤكد أن ديليسبس لص، أن فرنسا تمنع تكريمه بكافة الأشكال، لأنه مات وهو متهم فى قضية نصب.



وأكد د. طارق منصور، أن المؤلف مهموم بقضية بعض من يتحدثون بجهل عن الماضى دون أن يعوا مدى تأثيره على المستقبل، مشيرا إلى أن بعض الأقلام كتبت عن ديليسبس فى الصحف بشكل مغلوط تماما، وانبرت أقلام أخرى وطنية واعية بالرد عليها.



ووصف د. راضى جودة الكتاب بأنه عمل وطنى تحمس له الكاتب لتصحيح المفهوم الخاطئ حول الأسطورة الكاذبة «لديليسبس»، ويستعرض تاريخ حفر القناة منذ قناة سيزوستريس فى عهد سنوسرت الثالث مرورا بقناة أمير المؤمنين فى عهد عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- ويؤكد أن ديليسبس لص سرق أوراق ووثائق من طرحوا الفكرة قبله، واستغل صداقته بالخديو سعيد فى إقناعه ونسب الفكرة إلى نفسه.



أما د. جمال شقرة فقال: الكتاب اعتمد على مصادر موثوقة كلها تؤكد الحقيقة الدامغة، أن ديليسبس سرق فكرة حفر القناة، كما يؤكد خطأ تمجيد الأعداء، وأنها جريمة فى حق التاريخ المصرى، إذ تلعب قوى الثورة المضادة لعبة خطيرة لتشويه الصورة الذهنية للشعب المصرى.



وأشاد بالفصل الذى يتحدث عن تأميم القناة، مؤكدا أن التأميم معركة كان لابد من خوضها لاستعادة القناة بعد أن أصبحت الشركة بمثابة دولة داخل الدولة،