سامى متولى .. تميز وعطاء
فى الصباح الباكر بالنسبة لموعد حضور العاملين بمهنة المتاعب، كان سامى متولى أحد أعمدة إدارة تحرير الأهرام لثلاثة عقود يحضر في السابعة صباحا يوميا. ويوم دخلت الأهرام مطلع التسعينيات كان وقتها مديرا للتحرير لا يمر خبر إلا ويراه.. عندما دخلت مكتبه أول مرة لاحظت أكداس أوراق غير مرتبة، بسبب كثرة ما يعرض عليه، لكنها كانت مرتبة فى عقله، فقد مد أصابعه تحت الأكداس وأعطانى الورقة المطلوبة.
كان - رحمه الله وأحسن مثواه - هادئ الصوت، قليل الكلام طويل الصمت، صحفيا متميزا، شديد الحرص، دائب العمل. وقبل أحد عشر عاما كنت مشاركا فى إعداد تقرير يومى صباحى عن الأهرام ضمن فريق يرأسه الصديق عبد المعطى أحمد، ما استلزم الحضور قبل السابعة، وكم مرة يخبرنى زميلى سائق الأهرام أننا سنمر على الأستاذ سامى لنحضره معنا، فتكون متعة لى؛ متعة صحبة أستاذ، ومتعة الاستماع والتعلم من الحديث أثناء الرحلة، ومتعة اكتشاف حقائق عن المهنة والأهرام والتاريخ. فى المرة الأولى أثنى ثناء حسنا على التقرير اليومى، وأبدى إعجابه بالعمل الذى نؤديه كل صباح، فكانت شهادة من «أستاذ» بدا ودودا فى حديثه متواضعا، وفى كل مرة يقول شيئا جديدا من رصيد الذاكرة العامر. كنت وغيرى نعرف أن « أسطورة» الصحافة العربية محمد حسنين هيكل منحه فى السبعينيات مكافاة 500جنيه - وكانت مبلغا كبيرا وقتها - لانفراده بخبر نشرته الأهرام وتناقلته وكالات الأنباء يتعلق بزيارة الرئيس الراحل أنور السادات ليبيا، فكانت شهادة له بالمهنية والتميز. ولأنه يعتز بقيمة الاجتهاد حكى لى قصة المكافأة وحكاية الخبر، وحبه لهيكل. والأهرام.