بعد أن بدأ موسم الكرة المصرى هناك بعض الملاحظات والتساؤلات.. أعرضها كما يأتى.. أنديتنا عبارة عن خليط من العام والخاص، فهناك أندية تملك الدولة أرضها وهى الأندية الجماهيرية مثل الأهلى والزمالك والمصرى والاتحاد والاسماعيلى.. أما الأندية الأخرى وهى ١١ ناديا من مجموع ١٨ ناديا أغلبها بلا ملاعب وبلا جماهير.. ولكن الحاصل الآن أننا أمام موقف تتعرض فيه الأندية الجماهيرية إلى منافسة غير متكافئة مع أندية الشركات والأفراد التى رفعت أسعار شراء اللاعبين بقدر أصبح مجاراتها من الأندية الجماهيرية صعبة.. أين فرق أسوان ـ أسيوط ـ السويس ـ دمنهور.. هذه الأندية ذات شعبية فى بلادها، وكانت مبارياتها فى الدورى بهجة وعيدا لأهاليها وأسهمت فى إهداء اللعبة نجوما عديدة.. إن كرة القدم اللعبة الجماهيرية الأولى بمصر ونحن الآن فى حال تنقسم فيه الأندية إلى جماهيرية يرهقها التنافس غير المتكافئ مع فرق يتم تجميعها.. تملك المال ولا تقدم شيئا لجماهير الكرة، حتى أصبحت هى الأغلبية بين نوادى الدورى.. وصارت بعض الأندية ذات الجمهور الكبير تصارع كل عام خطر الهبوط حتى لا تلحق بزملائها السابقين والذين كانوا ملء السمع والبصر.. وسوف يأتى اليوم الذى يقرر فيه هواة الكرة من أفراد أو شركات أن يسهموا بالمال لدعم نواد شعبية ينهضون بها ويسهمون فى إسعاد جماهير متعطشة.. أما الأندية الجماهيرية (الباقية حتى الآن) فلا يمكن أن تستمر هكذا فقط بدعم من مشجعيها الميسورين ولكن لابد من أن تتحول لشركات مساهمة تطرح سنداتها فى سوق المال ليسهم كل محب بقدر طاقته فى المساهمة فى ميزانية ناديه، وهو أمر منطقى فى أغلب أندية العالم، لكن يعوق تنفيذه المادة ٢٣ من اللائحة الموحدة للأندية.. ولابد من إلغاء هذه المادة المانعة.. وتبقى ملاحظتان.. الأولى: شيوع استخدام الأسماء باللغة الإنجليزية مع وجود المرادف المصرى الجميل.. «فيوتشر» مثلا بالعربية يكون «المستقبل».. اسم مبشر متفائل.. أما المفارقة الباسمة فهى اسم «ايسترن كومبانى».. هو فريق رياضى فى بلد تلمح فى كل المواقع بها وبالذات الأندية الرياضية لافتة «ممنوع التدخين» وتشجع كل وسائل الإعلام الامتناع عن مزاولتها، ومع هذا يكون اسم أحد فرق الدورى فريق «الشركة الشرقية للدخان».
د. خليل مصطفى الديوانى