عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«الحبة الذهبية».. وبيع الوهم!
24 يناير 2022
ياسمين أسامة فرج


لا يخفى على أحد الفوائد العديدة لزيت السمك ، فهو مفيد لأمراض القلب ويحسن نشاط المخ ويعزز التمثيل الغذائي، ولعل هذه الفوائد السبب وراء وجود تجارة عالمية ضخمة لحبوب زيت السمك تقدر بمليارات الدولارات . ولكن الصدمة الحقيقية لملايين المستخدمين لهذه الحبة الذهبية، تتمثل فيما فجرته أحدث التحاليل المستقلة التى كشفت عن أن العديد من أقراص المكملات الغذائية التى تحتوى على زيت السمك «أوميجا ٣» ، هى فى الحقيقة أقراص «فاسدة .»



فقد كشفت اختبارات أجرتها شركة « لاب دور» الطبية الأمريكية على مدار عدة سنوات، أن أكثر من ١ من كل١٠ أقراص لزيت السمك من إنتاج ٦٠ علامة تجارية كبرى ، هى أقراص تحتوى على زيت سمك « متعفن» ، وأن أكثر من نصف هذه الكمية يكاد يلامس الحد الأقصى من نسبة الأكسدة المسموح بها وفقا للمعايير الدولية .



وأظهرت نتيجة الاختبارات، أن بعض تلك الأقراص سجل ١١ ضعفا لمستوى الأكسدة المصرح باستخدامه . وينتج «التعفن»عادة عندما يتعرض منتج ما للتأكسد، وفى حالة زيت السمك ، يتسبب التعفن فى مذاق سمكى حاد ورائحة عفنة،غير أن ذلك التعفن عادة ما يتم إخفاؤه باستخدام «المنكهات» التى تضاف لمعظم زيوت السمك للتقليل من المذاق والرائحة الكريهة، ولجعل الأقراص مستساغة للتناول.



ويتفق مع نتائج اختبارات «دورلاب»، العديد من التقييمات والتحاليل الأخرى. فقد أظهرت دراسات دولية مجمعة منذ عام ٢٠١٥ ، أن ٢٠٪ فى المتوسط من منتجات زيت السمك تحتوى على نسبة من التأكسد.وتعتبر أقراص زيت السمك شائعة للغاية خاصة فى الولايات المتحدة حيث يتناولها أكثر من ثلث البالغين كمكملات غذائية.



ووفقا لصحيفة « الجارديان» البريطانية ، فإن زيوت السمك من المواد الأكثر قابلية للتأكسد الذى يحدث بشكل أسرع عندما يتعرض الزيت للحرارة أو الهواء أو الضوء وكما يعود تأكسد زيوت السمك إلى طول سلسلة الإنتاج الخاصة بها ، والتى تفتقر فى معظم الأحيان إلى الإجراءات الوقائية المناسبة. فمعظم تلك الزيوت تستخرج من سمك الأنشوجة فى بيرو حيث يتم اصطياد أكثر من ٤ ملايين طن سنويا يستخرج منها نحو ٣٨ ألف طن من زيت الأنشوجة لاستخدامه فى إنتاج المكملات الغذائية.وبعد ذلك يتم إرسال هذه الزيوت إلى الصين حيث تخضع للاستخلاص والتقطير قبل أن تتجه إلى أمريكا الشمالية أو أوروبا حيث تتم عمليات التعبئة. وفى كل مرحلة من تلك المراحل ، لابد أن يتم تسليم الزيوت بسرعة وتحت درجة حرارة منخفضة.



ومازالت مدى خطورة زيوت السمك المؤكسدة على صحة الإنسان غير واضحة، ولكن أبحاث متفرقة أظهرت أن الأقراص التى تحتوى على نسب عالية من الأكسدة تؤثر سلبيا على مستويات الكوليسترول ، فى حين أن تجربة تلك الزيوت على الحيوانات أثبتت أن لها تأثيرات سامة. وسواء كانت خطيرة أو لا ، فالمرجح أن زيوت السمك المتعفنة أقل فاعلية من نظيرتها النقية. ويلخص بين ألبريت الأستاذ بجامعة أوكلاند والذى تركز أبحاثه على تأثيرات زيت السمك على الصحة ، ذلك الجدل فى جملة واحدة « بوجه عام .. مكملات زيت السمك من الصعب الوثوق بها.