خلف جدران القصور.. أسرار وأزمات
قصور ملكية شاهقة ومبهرة يتمتع قاطنوها بمكانة مميزة، فيمتلكون كل سبل الرفاهية المقيدة بالتقاليد والبروتوكولات الملكية الصارمة، التى يحرصون على عدم خرقها للحفاظ على شعبيتهم. لكن لطالما كانت جدران تلك القصور شاهدة على أسرار وأزمات. وهنا نرصد سلسلة من الفضائح التى وصمت عددا من العائلات المالكة فى أوروبا.
ففى بلجيكا، اكتشف الكاتب ماريو دانيلز، خلال عمله على كتابة السيرة الذاتية للملكة باولا، زوجة الملك ألبرت الثانى فى عام 1999، أن الملك لديه ابنة غير شرعية، كانت نتاج علاقة غرامية استمرت 18 عاما قبل تنصيبه على العرش. وتفاقمت الأزمة عندما خرجت الفنانة البلجيكية ديلفين بويل لتصرح فى عام 2005 بأنها ابنة الملك ألبرت. وظلت بويل على مدى أكثر من عقد تسعى لإثبات ذلك لكنها لم تستطع اللجوء للمحاكم لما كان يتمتع به الملك من حصانة. إلا أنه فى عام 2013، بعد تنازله عن العرش لنجله فيليب، بدأت الإجراءات القضائية التى استمرت على مدى 6 سنوات. وبعد خضوع ألبرت لإجراء فحص الحمض النووى أثبت بشكل قاطع أنه والد بويل. ليعترف فى النهاية بأن بويل ابنته.
وفى السويد، انهارت سمعة الملك كارل جوستاف عقب نشر الكاتب توماس سيوبيرج كتابا بعنوان «الملك المتردد»، وردت به تفاصيل مخجلة عن فضائح الملك، الذى اعتاد التردد على نوادى التعرى والمشاركة فى حفلات لا أخلاقية. كما كشف الكتاب عن أن الملك كان على علاقة مع مغنية سويدية وكان يخطط للهرب معها للعيش فى جزيرة معزولة.
والأسوأ، ما زعمه الكاتب أن أفرادا من الشرطة السرية السويدية عملت على إخفاء أنشطة الملك الفاسدة إلى حد حضورهم معه للملاهى الليلية لمصادرة الهواتف لضمان عدم التقاط صور له. ورغم ذلك، مرت العاصفة واستطاع كارل تجاوز الفضيحة وظل على العرش.
وفى النرويج، اتجهت الأضواء مؤخرا نحو ميت ماريت، زوجة ولى عهد النرويج الأمير هاكون، بعدما أفادت أخبار بأنها التقت جيفرى إبستين فى مناسبات متعددة، مما دفعها لتبرئة نفسها بإطلاق بيان تقول فيه: «لم أكن لأتعاون مع إبستين لو كنت على دراية بخطورة الجرائم التى ارتكبها.. كان يجب أن أحقق فى ماضيه بشكل أكثر شمولا، وأنا آسفة لأننى لم أفعل ذلك». قامت الأميرة بتلك الخطوة لحماية شعبيتها، التى اكتسبتها بعدما طوت صفحة ماضيها. فحينما عزم هاكون الزواج بماريت قوبل باحتجاجات من عامة الشعب، وذلك لأنها كانت تعمل نادلة وأم عزباء لطفل أنجبته من علاقة سابقة مع تاجر مخدرات مدان، فضلا عن والدها، الذى كان مدمنا للكحول ومتزوجا من فتاة فى نصف عمره. ومع إصرار الأمير على الزواج بها، خرجت ماريت قبل زفافهما عام 2001، فى مؤتمر صحفى لتعتذر للجمهور عن حياتها السابقة لتبدأ عهدا جديدا.
وفى عام 1966، واجهت ملكة هولندا السابقة بياتريس، حينما كانت ولية العهد، موجة غضب عارمة حيث اجتاحت الاحتجاجات الشوارع للاعتراض على زواجها من الدبلوماسى الألمانى كلاوس أمسبيرج، الذى كان عضوا فى جماعة شباب هتلر وخدم فى جيش الدولة التى احتلت هولندا فى الحرب العالمية الثانية.
وجاءت أزمة زواج بياتريس بعد عامين فقط من أزمة زواج شقيقتها إيرين، التى أثارت جدلا واسعا باعتناقها الكاثوليكية بدلا من البروتستانتية، بهدف الزواج من حبيبها الإسبانى كارلوس هوج، وهو ما دفع عائلتها إلى عدم حضور حفل زفافها فى روما.