أطلقت وكالة ناسا الأمريكية فى اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من العام الماضى تلسكوب «جيمس ويب» نحو الفضاء اللامتناهي، وهو التلسكوب الفضائى الأحدث والأقوى على الإطلاق، وهو عبارة عن مرآة ضخمة يمكنها استخدام الأشعة تحت الحمراء لرؤية ما هو أبعد مما تم رؤيته فى الفضاء من قبل، وسوف يقطع فى رحلته أكثر من مليون كيلومتر قبل أن يستقر فى المكان المخطط له ليبقى هناك على أقل تقدير خمس سنوات هى الحد الأدنى لعمره الافتراضى، ليمد إدارة الطيران والفضاء الأمريكية بالمعلومات، حيث توجد بداخله كاميرات لالتقاط الصور المختلفة، والتحديق فى الضوء الخافت للنجوم والمجرات وذلك بهدف الكشف عن الأعماق الخفية لهذا الكون اللانهائى ورؤية النجوم والكواكب فى وقت مبكر، ولأن الضوء يستغرق وقتا طويلا فى السفر فهذا التلسكوب سوف يمكن الباحثين من النظر إلى الوراء فى الزمن وكأنه يسافر عبر الزمان ليعيد كتابة أجزاء كثيرة فى علم الفلك.
وقد تكلف إنشاء هذا التلسكوب نحو 10 مليارات دولار بالإضافة إلى الإمكانات الضخمة وجهد العلماء المتواصل لتجهيزه خلال سنوات عديدة.
وعلى غرار الخطى التى اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية فإنه يمكننا أيضا كدول عربية تشجيع علمائنا وباحثينا للبحث فى الفضاء فلدينا الإمكانات وكل أشكال الطاقة والثروات المعدنية، فالصحارى قابعة فوق بحيرات من البترول، وجبالها تحتضن أغلب أنواع المعادن إن لم يكن جميعها، وبها أراض خصبة تجرى من تحتها الأنهار وفيها مساقط للمياه وأماكن كثيرة تجرى فيها الرياح سريعة قوية، وشمسها ساطعة طوال النهار، ويمثل الشباب فيها ما يقرب من ثلثى عدد السكان.. أفلا يحق لنا كدول عربية أن نكون عصبة فى كيان واحد يهابه القاصى والدانى؟.. دعونا نتفاءل خيرا، ونجعل الأمل حليفنا.
م. سيد سالم
رئيس شركة خالدة للبترول الأسبق