عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
الأمم لا تنكسر
22 يناير 2022
محمد الأنور


العنوان قد لا تستوعبه مجلدات ولكن واقع الحال غنى عن السؤال أو الإجابة حسبما ترى الغالبية العظمى من الخاصة والعامة، وقبل سنوات عدة عندما سئل فارس الدبلوماسية العربية النبيل الأمير سعود الفيصل فى مرضه الأخير عن حاله أجاب: بأنه كحال الأمة العربية، وقد يكون الراحل محقا فى الجمع بين مرض الموت ومرض الأمة، ولكن الفرق أن الأمم تمرض لتعيش، تنكسر لتقوى، تتعثر لتنهض وجميع المحن والأزمات التى تمر بها تقوى مناعتها وترسخ عقيدة واحدة وهى أن الأمة كمصطلح ومفهوم وواقع نتاج للكثير من العوامل يكون البشر أضعف عناصره.



إن الأمة كحالة إنسانية تنتج وتؤطر بآليات معقدة يجسرها البشر الفاعلون والمسئولون عن جريانها وإخفاقها وتلك الحالة الأمة أجزم بأنها موجودة فى الأمة العربية الإسلامية فقط لأسباب كثيرة رغم اعتراضات البعض، التى تنفيها التحديات والفتن والحروب وغيرها من الأمور التى تجرى بنا ومن حولنا وفينا، وقد يرى البعض دورة الواقع تؤكد المرارة والطريق إلى الاندثار وبيد بعض أبناء هذه الأمة ولكن الحقيقة هى أن ما يحدث يصب باتجاه واحد وهى أن الأمة المصرية واحدة رغم محاولات الكثيرين التملص والتنازل والانبطاح أمام عواصف من كل اتجاه للحفاظ على مصالح آنية ضيقة قصيرة الأمد منعدمة البصيرة، وما حدث ويحدث هو لفرز الغث والثمين وتنقية الحقائق التى يحاول طمسها بدفع الأموال بسخاء وفتح الأبواب للأعداء الذين لم يرضوا إلا بمحو الجميع، وهى أمور باتت واضحة للبسطاء قبل الحكماء، لذلك أكاد أجزم بأن الأمة فى أفضل حالاتها لأن التجارب المريرية المأساوية رسخت أنه لا بديل ولا حماية للأمة إلا بدروع شاملة بالأمة ومنها فالأمم لا تنكسر.