استوقفتنى الرسالة التى نشرها «بريد الأهرام» تحت عنوان «زيادة التنافسية»، ومع احترامى لوجهة النظر بشأن جدوى مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث فإنى أعرض ما يأتى: المنافسة الفاعلة والسباق المحمود اللذان يوثقهما التاريخ ويسطرهما الواقع وتعرفهما جماهير الرياضة على اختلاف ميولها وانتماءاتها هما المنافسة على حصد اللقب المرموق فى البطولات سواء كانت محلية أو قارية أو عالمية، إذ إن الفائز بالبطولة يعد وبكل المقاييس «نجم الشباك» الأوحد و«صورة الغلاف» لأى بطولة. ـ ترتيب الفرق والمنتخبات من المركز الثانى وحتى الأخير لا يعدو إجراء روتينيا وتوجها شكليا لا يسمن ولا يغنى من جوع، تلجأ إليه الجهة المنظمة لاستيفاء مفردات المشهد التى لا تلبث تستقر فى غياهب النسيان، ولا يبقى ماثلا بالأذهان سوى اسم حاصد اللقب فقط. ـ الدعم المالى الذى تحصل عليه الدولة المنظمة يتم صرفه نظير تنظيم فعاليات بطولة بدءا بالإعداد وانتهاء بتسمية الفائز باللقب. ـ إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث يرسخ مفهوما رفيع الشأن فى نفوس الفرق والمنتخبات المشاركة مفاده أن المغنم الأوحد هو حصد اللقب مما تتصاعد معه حدة المنافسة، فنرى الجميع يخوضون مواجهات البطولة تحت شعار واحد فقط هو «نكون أو لا نكون» فتتوافر المتعة والإثارة ـ إذا كانت إقامة مباراة تحديد المركز الثالث من شأنها «زيادة التنافسية» فإن إقامة مباريات أخرى لتحديد المراكز من الخامس وحتى الأخير من شأنها إدراك أعلى نقطة على منحنى «التنافسية» وهذا أمر لا يقره منطق أو تدعمه موضوعية.
وتأسيسا على ما سبق فإنى أوافق على إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث لكونها غير ذات جدوى.
د. رضوى محمد نجيب