من مونتريال كندا جاءنى هذا النداء تعليقا على ما كتبته عن جامعة النيل ومشاكلها التى زادت الشكوى منها إلى أن أصبحت عقبة للمسئولين عن الجامعة ولرسالة التعليم الجامعى. تقول الرسالة: لا أخفى عليك صدمتى بالحديث عن جامعة النيل بما يهدد وجودها وقيامها برسالتها وهى الجامعة التى أسهمت مع عدد من الزملاء فى تأسيسها وتشييد مرافقها، فجاءت نموذجا يحتذى به فى الإسهام بنهضة مصر فى التعليم العالى والبحث العلمى بنظام يمكن من الاستفادة بخبرات أبناء مصر فى الخارج وإسهامهم فى تلك النهضة.
ورغم صدمتى رأيت المقال بمثابة جرس إنذار، فكيف يكون هذا حال مصر التى فى حاجة إلى عشرات الجامعات مثل جامعة النيل وليس لهدم واحدة مثلها بنيت بفكر مصري؟ كيف يكون التوجه إلى الانكماش والتقلص بدلا من التوسع والتميز لأول جامعة أهلية حديثة قبل صدور القانون الخاص بالجامعات الأهلية.
أدرك تماما القوانين الخاصة بالتنمية فى الأراضى المخصصة ولكن هذا الأمر بعيد كل البعد عن حالة جامعة النيل، فهى ليست كأى مشروع استثمارى مثل المنتجعات السياحية أو الأراضى الزراعية أو المبانى السكنية بل هى أحد المراكز الهادفة إلى الاستثمار فى العقول، وهو الأمر المواكب بل والداعم لإستراتيجية الدولة فى هذا المجال. إننى أحيى تقييم الرئيس السيسى بشأن استثمار الدولة فى مشروع توشكى وفى هذا الصدد أرى جامعة النيل «توشكى العقول» التى علينا دعمها والاستثمار فيما تحتاجه الآن لتعظيم العائد مما ضخته الدولة من استثمارات فيها. وهنا أتساءل: كيف تتطلع إستراتيجية التعليم والبحث العلمى فى الجمهورية الجديدة للنمو والتقدم والتوسع ونقدم على انكماش وتقليص جامعة النيل؟ كيف نتمكن من التقارب لتحقيق المصلحة العامة ودعم هذا الكيان الرائد؟ أتمنى مع بدء العام الجديد فتح باب الحوار بشأن حرم جامعة النيل والتعاون لدعم هذا النموذج الرائد لتطوير الجامعات الأهلية الحديثة فى مصرنا الحبيبة.
هذه هى الرسالة التى وصلتنى من مصرى بعد عن وطنه ولكن وطنه يعيش فى قلبه وفكره.