عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
أطباء التليفزيون!
15 يناير 2022
د. أسامة الغزالى حرب


بعد أن رحل عن عالمنا الإعلامى المتميز وائل الأبراشى، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، أثار د. خالد منتصر، شكوكا جادة حول ظروف وفاته، مقتضاها أن وائل (59 عاما) توفى نتيجة خطأ جسيم فى علاجه. وفى نفس الوقت أذيع أن السيدة أرملة الفقيد الأبراشى قالت أيضا إن زوجها قد مات بسبب خطأ طبى! وقد اتجه الحديث بذلك الشأن إلى الطبيب الذى كان يعالجه، وإمكانية اللجوء إلى النيابة العامة ...إلخ . إننى فى الحقيقة لن أخوض فى تلك المسائل كلها، والتى يبدو أنها سوف تشغل الرأى العام فى الأيام القادمة. ولكننى أريد أن أطرح هنا قضية ما أسميه أطباء التليفزيون! إنها قضية ترتبط بالمناخ الإعلامى والثقافى العام فى بلدنا، والذى اعتقد أن من إحدى خصائصه إضفاء حالة من التميز أو اللمعان على أى من يظهر فى التليفزيون! إننى شخصيا كثيرا ما أصادفها عندما أكون فى الشارع أو فى أى محفل عام سواء فى القاهرة أو خارجها، فى أى مكان فى مصر، مع أننى لم أظهر فى التليفزيون منذ فترة طويلة. صادفتها مثلا فى أسوان منذ نحو عامين عندما حاول صاحب محل ملابس، بشعور شديد الكرم منه ألا يتقاضى منى ثمن ما اشتريته منه لأنه يشاهدنى فى التليفزيون ويعجبه حديثى، وصادفته منذ أسابيع عندما ذهبت برفقة شقيقى للمستشفى العام فى طابا (وهو بالمناسبة مستشفى ممتاز) فوجدت الأطباء يعرفوننى جيدا، وهو نفس ما يحدث معى فى رأس البر ...إلخ، وأتصور أن ذلك ما يحدث قطعا مع كل من يظهر بالتليفزيون ...ناهيك طبعا عن الإعلاميين والممثلين ...إلخ. فى هذا المناخ العام يمكن أن نتصور مغزى وأثر ظهور طبيب فى التليفزيون، ليس على نجوميته وإنما الأهم على الترويج له كطبيب، حيث يتجه إليه الكثير من المرضى باعتبار أنه يظهر فى التليفزيون! الأمر الذى يجعل بعضهم يسعى بشدة لذلك الظهور الكفيل بتضاعف أعداد زبائنه، ويفتح له الرزق من أوسع أبوابه! ولذلك يمكن أن نتصور أن بعض الشطار منهم يسعون بشدة لذلك الظهور، الذى يكون بمثابة إعلان مجانى رائع! هذه مجرد خاطرة قفزت إلى ذهنى بمناسبة الجدل حول مسئولية طبيب الأبراشى عن وفاته، وهو أمر سوف تحسمه فقط التحقيقات القضائية والمهنية النزيهه، فضلا عن الحاجة المؤكدة للتذكير بقواعد تنظيم ذلك الظهور، أما الأبراشى نفسه..، فلا نملك إلا أن ندعو له برحمة الله ومغفرته!.