عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ثمن إسرائيل
11 يناير 2022
د. وحيد عبدالمجيد


كثيرة أوجه الخلل فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة سواء كانت مدفوعةً بالمصالح سافرةً أو مُقنعةً، أو مُزينةً بالقيم على طريقة (لا أكذب بل أتجمل).



وليس ازدواج المعايير إلا أحد أوجه الخلل هذه.



ازدواج فى التعامل مع الأعداء، كما مع الحلفاء، سواء من كان التحالف معهم تعاقديًا, أو فعليًا. حلفاء الولايات المتحدة طبقات يختلف التزامها تجاه كل منهم وفق موقعه فى نمط تحالفات مُتغير يختلف مستوى الالتزام فيه تجاه هذا الحليف أو ذاك من وقت إلى آخر، وأحيانًا من إدارة إلى غيرها.



وأهم ما يتسم به هذا النمط هو استعداد هذه الإدارة أو تلك للتخلى فى أى لحظة عن حلفاء يتبخر التزامها تجاه أى منهم فى لحظة، ويجد الحليف نفسه عاريًا حين لا يُدرك مغبة الاعتماد على غطاء واحد.



نظام الحكم الذى أنشأه الأمريكيون فى كابول بعد غزو أفغانستان، وأنفقوا عليه مبالغ فلكية لم تتبين بعد قيمتها الكاملة، لن يكون آخرهم. فلكل حليف موقعه فى نمط التحالفات الأمريكى. وهذا الموقع يتغير من وقت إلى آخر، باستثناء إسرائيل التى يدفع المواطنون الأمريكيون الغافلون عن خطرها عليهم ثمن تحالف الإدارات الأمريكية معها منذ ستينيات القرن الماضى. وهذا ثمن أكبر من كل ما اجتهد فى شرحه ألفريد ليلينتال، الذى عمل لفترة فى وزارة الخارجية الأمريكية ثم استقال منها، فى كتابه المشهور ذى العنوان الدال على محتواه (ثمن إسرائيل) الصادرة طبعته الأولى عام 1978.



عُدت بذهنى إلى هذا الكتاب أكثر من مرة فى الأيام الماضية خلال متابعتى مفاوضات فيينا حول البرنامج النووى الإيرانى. فليست صعبةً مُلاحظةُ أن أهم ما يعوق التوصل إلى اتفاق حتى الآن هو رضوخ إدارة بايدن لمطالب إسرائيل، ورغباتها التى صارت أوامر، على حساب مصالح الولايات المتحدة.



وهاهى المفاوضات تدخل فى نهاية جولتها الثامنة مرحلةً حاسمةً سيتبين فيها هل ستضحى إدارة بايدن المُزعزعة بفرصة الحل السلمى للأزمة مع إيران إرضاءً لإسرائيل، وتُقامر بنشوب حرب يصعب تقدير مداها فى منطقة لا تتحمل المزيد من الخراب، أم ستُثبت أنها إدارة أمريكية أكثر منها صهيونية.