عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
ابنة الإسكندرية.. تتصدى للعنف والتطرف بالثقافة
2 يناير 2022
سوسن الجندى
ريم قاسم


هى واحدة من افضل عشر رائدات أعمال والاكثر تأثيرا فى مجتمعها ونموذج ملهم لكل النساء والشابات حول العالم، هكذا وصفتها مجلة رائدات الاعمال الهندية فى حيثيات اختيارها واحدة من افضل رائدات الاعمال..انها ريم قاسم ابنة مدينة الاسكندرية مؤسس منصة «بسيطة» وهو تطبيق يتيح حضور الاحتفاليات الفنية حول العالم ومؤسس مركز «آجورا» للفنون والثقافة فى الاسكندرية والذى يقوم على دمج الفنون بالتعليم من خلال ورش عمل وانشطة تقدم للمناطق المهمشة والأطفال المحرومين من الأنشطة والخدمات الثقافية والتثقيفية والترفيهية.



وبالرغم من بدايتها الرياضية وتفوقها فى رياضة الجمباز منذ سن الثامنة وحصولها على بطولات عديدة خارج وداخل مصر وعشقها الشديد لهذه الرياضة وكل ما يتعلق بها فقد اصبحت محكمة للبطولات ومدربة أيضا وحصلت العديد من اللاعبات اللاتى قامت بتدريبهن على ميداليات دولية إلا أن ريم بعد تخرجها فى كلية التجارة اتخذت مسارا مختلفا لحياتها بدأته من مكتبة الاسكندرية التى كانت تكثر من التردد عليها أثناء الدراسة وتشارك فى أنشطتها المختلفة وعملت فى البداية مصممة جرافيك بالمكتبة حتى أصبحت رئيسة لوحدة الفنون الادائية بالمكتبة خلال هذه الفترة لم تتوقف ريم عن الدراسة فحصلت على شهادة فى إدارة الفنون من معهد ديفوس التابع لمركز كينيدى فى الولايات المتحدة كما حصلت على منحة شيفينيج البريطانية لدراسة الفنون وعلى زمالة برنامج كلور الامريكى للقيادة الثقافية وزمالة المؤسسة الدولية لفنون الاداء وشهادة اخرى من مؤسسة روبرت بوش الدولية وهى تحضر حاليا لرسالة دكتوراة فى جامعة غرب اسكتلندا عن دور الثقافة فى مكافحة العنف والتطرف.



فى عام 2010 قررت ريم أن يصبح لها دور فى تغيير المجتمع من خلال الوصول إلى الأطفال فى البيئات المحرومة فأنشات مركز أجورا للفنون والثقافة بهدف زيادة تفاعل المجتمعات المهمشة والنائية مع الفنون لأنها تؤمن بدور الثقافة والفنون فى بناء الانسان والمجتمعات وأجورا معناها «المساحة المفتوحة للتجمع» وكما تقول اخترت هذا الاسم لأنه اسم لمكان عريق فى الاسكندرية القديمة فى القرن الرابع الميلادى حيث كانت عالمة الفلسفة الشهيرة «هيباتيا» التى ولدت بالإسكندرية عام 355م وهى من أصول يونانية، تقيم محاضراتها فكنت أرى ضرورة إحياء هذه الذكرى السكندرية وحرصنا على إقامة المهرجانات فى الشوارع ومشاركة الاطفال فيها وفى نفس الوقت مساعدتهم على تحسين نوع التعليم الذى يتلقونه ونظمنا العديد من المهرجانات فى حديقة الشلالات وعلى شاطئ ستانلى وعلى المسرح الرومانى بل وداخل حفرة كانت مليئة بالقمامة قمنا بتنظيفها واعدادها كمسرح. وتشرح ريم أن الهدف من الورش والانشطة التى تقدمها آجورا هو بناء القيم الاجتماعية وغرسها لدى الاطفال مثل تحمل المسئولية والاحترام والتسامح وتطوير مهارات التفكير النقدى والاستقلال الفكرى والمثابرة والمرونة والقدرة على اتخاذ القرارات.



وتركز «أجورا» على تفعيل المشاركة الإبداعية المجتمعية كما عملنا مع سيدات من مختلف بقاع مصر من أسوان إلى مرسى علم وتعاونا مع العديد من دور رعاية اليتيمات لتدريبهن على الحرف المختلفة وكذلك مساعدتهن المعنوية لتحقيق الثقة وتعزيز المرونة النفسية التى تمكنهن من مواجهة التحديات والمصاعب دون فقدان السيطرة على النفس. خلال هذه الفترة تزوجت ريم ولم يمنعها الحمل من مواصلة الدراسة والتعلم فتقدمت للحصول على منحة تشيفننج البريطانية وسافرت للدراسة.



وتقول كانت فرصة ثمينة للاطلاع على المدرسة البريطانية فى إدارة الفنون بعد الاطلاع على المدرسة الامريكية وكان حلمى ولازال تأسيس المدرسة العربية فى إدارة الفنون. وبعد عودتها من بريطانيا تولت ريم منصب رئيس وحدة برامج الفنون الادائية فى مكتبة الاسكندرية لسنوات طويلة قبل أن تنتقل للعمل فى مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون لكن حلمها كان أكبر وأبعد ما يكون عن القيود الوظيفية فبدأت البحث عن تحد أكبر، وكان التحدى هو جائحة «كورونا» فمنذ البداية وتوقف أغلب الحفلات الفنية فكرت ريم فى مسرح افتراضى يتيح حضور الحفلات والفعاليات الثقافية حول العالم عبر تطبيق «بسيطة» وهى المنصة التى حققت نجاحا كبيرا فى زمن قياسى وكان هذا النجاح سببا لاختيارها من جانب مؤسسة رائدات الاعمال الهندية كواحدة من أفضل عشر رائدات اعمال..