عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«السلالة المرعبة».. خطر داهم أم زوبعة فى فنجان ؟
11 ديسمبر 2021
‎ مها صلاح الدين
أوميكرون - كورونا


تارة «ألفا».. وأخرى «بيتا» ثم «جاما» فـ «دلتا».. وأخيرا «أوميكرون» جميعها سلالات ومتحورات مختلفة لفيروس كورونا أثار نبأ الإعلان عنها الرعب والهلع فى العالم، خوفا من انتكاس الجهود الدولية التى بدأت قبل عامين لاحتواء الوباء العالمى، والوصول إلى تلك اللحظة المشئومة التى يعجز فيها العلم عن تقديم حل أكيد للخروج من النفق المظلم .



الضجة الأكبر صاحبت بالتأكيد الكشف عن السلالة دلتا، ولا سيما فى ظل الأرقام المروعة التى وردت من الهند خلال شهور الصيف الماضى، إلا أن ذلك كله توراى الآن، منذ الإعلان عن ظهور السلالة «أوميكرون» فى جنوب إفريقيا فى نوفمبر الماضى، فهل دلتا لم تعد مروعة ؟ أم أن السلالة الجديدة أكثر رعبا من القديمة وستعود بالجميع للمربع صفر، أم ماذا حدث؟.



وفقا للمؤشرات الواردة حتى الآن من جنوب إفريقيا، فإنه يمكن القول أنها إيجابية، ولا داعى لخوف غير مبرر من «أوميكرون» . فمعدلات الإصابة الجديدة، وإن كانت مرتفعة، فإنها تصنف ضمن الأعراض «المتوسطة للغاية»، وتدور جميعها فى فلك الشعور بالإعياء والصداع وحكة الحنجرة، فضلا عن العرض الرئيسى المعتاد المتمثل فى فقدان حاسة الشم والتذوق.



لكن كل تلك النتائج لاتزال بدائية للغاية، فمن المبكر جدا الحكم على طبيعة السلالة، وما تثيره من مشاكل لدى الإصابة بها. فالعلماء يخشون من أن تكون البوادر المشجعة الوافدة من جنوب إفريقيا، تعود بشكل أساسى إلى طبيعة البلاد الشابة، حيث تقع معظم الإصابات بين صغار السن والأطفال، الذين لا يعانون عادة أعراض شديدة الخطورة. لذا، فهم بانتظار رصد الأعراض الناجمة عن تفشى السلالة فى بلدان اخرى، قبل إصدار حكم نهائى حيالها.



ولكن هذا التخوف فندته هولندا قبل أيام عندما أكدت أنها اكتشفت وجود أوميكرون فى عينات لديها لكوفيد 19 حتى قبل تنبيه جنوب إفريقيا لمنظمة الصحة العالمية بوجود السلالة، مؤكدة أن أوميكرون موجود بالفعل فى أوروبا، قبل إزاحة كيب تاون الستارعنه بفترة طويلة.



إذا لماذا كل هذه الضجة التى أحاطت بنبأ الإعلان عن السلالة الجديدة ؟ الحقيقة أن الخوف كل الخوف يتمحورالآن حول معدلات تفشى السلالة الواسع وسرعته. فبينما كانت معدلات تفشى دلتا تمثل ضعف معدلات السلالة الأصلية التى اكتشفت فى الصين لأول مرة ، يتوقع العلماء أن يترواح معدل تفشى «أوميكرون» ما بين 3 إلى 6 أضعاف، حيث وصل الفيروس، فى غضون بضعة أيام، إلى أكثر من 45 دولة حول العالم.



كذلك، كم التحور الذى لاحظه العلماء فى السلالة الجديدة يجعلهم يفضلون الحذر حيال التعامل معها عن التسرع بالتفاؤل. فأوميكرون شديد التحور مقارنة بدلتا، لذا فهو أكثر قدرة على العدوى، والمقاومة للقاحات فى الوقت ذاته، وهو ما أكدته دراسة حديثة بالفعل لشركة فايزر الأمريكية للدواء، حيث قالت إن «أوميكرون» استطاع تقليل عدد الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاحات بالفعل بنسبة وصلت إلى 25 ضعفا، مقارنة بالسلالة الأصلية من كورونا. ودعت إلى ضرورة تناول الجرعة التعزيزية من لقاحها، الذى أنتجته بالتعاون مع شركة بايونتيك الألمانية ، للوصول إلى المعدلات الطبيعية من الأجسام المضادة .



أيضا، يؤكد الباحثون فى جنوب إفريقيا ارتفاع معدلات عودة الإصابة بكوفيد 19 فى البلاد مع تفشى أوميكرون، موضحين أن عددا كبيرا من المصابين، كانوا قد أصيبوا من قبل بالمرض فى موجاته الأولى، وهو ما يؤكد قدرة السلالة الجديدة أيضا على تحدى الأجسام المضادة .



فهل تنجح الدول فى وأد الخطر فى مهده بالترويج لحملات الجرعات التعزيزية من لقاحات كورونا ، أم سيظل العالم طويلا يدور فى حلقته المفرغة مع الوباء، فى ظل استمرار ظهور متحوراته بين الحين و الآخر؟.