عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
البحر يتسع لى
10 ديسمبر 2021
أسامة الزقزوق


هذا البحر يتسع لى



ولآخرين مثلى



عيونهم ترقب اللؤلؤ فى قبضة الطين



وخياشيمهم تتنفس المدائح النبوية



تشتعل بزيت المحبة



أقدامهم تركض على الماء بلا مجداف



وسواعدهم مخضرة كشجرة لبلاب حانية



احلامهم كبيرة لا يسعها سوى هذا الصباح الجميل



وبعض أغنيات القمر نافرة النهد



فلا ليلى هناك مريضة



ولا جدار يشتكى الوحدة



الأنس خيمتهم الدائمة



والشعر غطاء للرأس فى فصل الشتاء



والذاكرة غرفها معبأة بنسيم البراءة والطفولة



والمتنبى حين ضايفهم



وأقرضهم شعره



أسمع



من كان فى أذنيه صمم



فشهدوا له بالشجاعة والمروءة



والفحولة



وابن زيدون نال من ولادة



ما كان يتمنى



بعد أن دق أوتاد الخيمة فى خاصرة القصيدة



واستل سيفه من غمده الصدئ



ثم أعطاه لعنترة



كى يقوض به الوجع المنتصب



فى عيون عبلة الساهرة



هنا عند حافة البحر



يقبع ابن الوليد



يقيد مهرته الشهباء



بخصلة من شعر الماشطة



سبعة أعوام مرت أمام عينيه



كلحظة متمردة



لكنها مهيضة



الجناح



حائِرة



والقابلة مازالت تنتظر



عند الشط الآخر



تنتظر مخاض المرأة العقور حتى انبلاج الصباح



كى ترسم ملامحه



على خارطة الوطن العربى المتيبس الأعضاء



الظل ضياء



والصوت هباء



والجليد هناك



يزداد كثافة وعتمة ونماء



فى قبضة الفصول



الليل يطول



وسارية الجبل يسمع الإشارة



ولا يرى الجبل



الحزن من قلبه انهمر



وبعض أغطية الشتاء فى يديه



مثقوبة الفتحات



يصفر فى أكمهامها الريح



كأنها غنوة لقلب جريح



ألقى بها الهدهد فى جحر



من لا يحسن التصرف



التدبير



الأمر جد خطير



والشورى ناقة شاردة فى صحراء ممتدة الأطراف



عقالها



وخزامها



فى أيدى



ملوك صنعوا لخيلاتهم الباهتة



صرحا ممردا من قوارير



والبحر هنا هادئ



ومستكين



مثله



مثل هناك



لا يعنيه سوى هدم قصور الأحلام



فوق صفحات الرمل البيضاء



ومطاردة النساء العاريات فوق الشط



لحاجته فى نفسه



لم يقضها بعد