محور «الفشن».. خطوة جديدة لتنمية الصعيد
-
محافظ بنى سويف: تيسير حركة النقل وخلق مجتمعات تنموية وعمرانية وصناعية جديدة
-
٦٢٠ مليون جنيه التعويضات المبدئية لنزع ملكية الأراضى اللازمة للمشروع
بعد سنوات من العزلة ، والتنمية البطيئة، أصبح الصعيد فى بؤرة اهتمام الدولة، لتحقيق التنمية فى شتى المناطق بلا استثناء ، فمن ناحية ستقلل المحاور الجديدة الكثافات المرورية، والحوادث، ومن ناحية أخرى ستحقق التنمية العمرانية والاقتصادية، علاوة على تيسير حرية الانتقال والتجارة ونقل البضائع .
لا نبالغ إذ اقلنا إن مثل هذه المحاور، والطرق الصحراوية المؤدية للصعيد، سواء كان الصحراوى الغربى أو الشرقي، كانت قبل سنوات بمثابة الحلم البعيد المنال ، بعد أن ضاق الطريق الزراعى بالشاحنات وسيارات نقل الركاب والبضائع ، وصار تطوير الطريق حقيقة على أرض الواقع، إذ أصبح الوصول إلى محافظات الصعيد أمرا سهلا، فضلا عن النشاط العمرانى والتجارى والاقتصادى الذى صاحب هذه الثورة الهائلة فى مجال إنشاء المحاور المرورية الجديدة، والطرق العالمية التى يسرت الانتقال بين الوجهين القبلى والبحرى أو العكس .
نعود إلى الوراء قليلا، ففى 24 يونيو الماضى ، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء القرار رقم -14444 ، الذى نص فى مادته الأولى على أنه يعتبر من أعمال المنفعة العامة مشروع إنشاء محور الفشن على النيل ، بطول 27 كيلو مترا فى نطاق محافظة بنى سويف ، بينما نصت المادة الثانية على أن يستولى بطريق التنفيذ المباشر على الأراضى اللازمة لتنفيذ المشروع المشار إليه فى المادة السابقة ، والمبين موقعها وحدودها وأسماء ملاكها الظاهرين بالمذكرة والخرائط المساحية والكشوف المرفقة .
وعلى ذلك ، أعدت وزارة النقل مذكرة توضيحية لقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، بشأن إضفاء صفة النفع العام على مشروع إنشاء محور الفشن على النيل بمحافظة بنى سويف، أشارت فيها الوزارة إلى أنه فى ضوء خطتها نحو إنشاء محاور عرضية على النيل تربط شبكة الطرق شرق وغرب النيل، وتوجيهات القيادة السياسية نحو تقليل المسافات البينية بين هذه المحاور العرضية لتصبح 25 كيلو مترا بدلا من 100 كيلو متر، ومن ضمنها مشروع إنشاء محور الفشن على النيل بمحافظة بنى سويف، وقد انتهت الهيئة العامة للطرق والكبارى من إجراء الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذ مشروع إنشاء محور الفشن على النيل ببنى سويف ليصل من الطريق الصحراوى الشرقى حتى طريق الصعيد الصحراوى الغربى بطول 27 كيلو مترا ، وقد تلقت الوزارة تقريراستشارى هيئة المساحة المتضمن قيمة التعويض المبدئى المقرر لنزع الملكية المطلوبة للمشروع، التى تقدر بنحو 620 مليون جنيه .
ومن الإنصاف أن نؤكد أن الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، قد بذل جهدا كبيرا فى سبيل تنفيذ هذا المشروع بتلك المدن الثلاث، بدءا من عرضه على رئاسة مجلس الوزراء، حتى الموافقة عليه والتوجيه بالانتهاء من إجراءات تخصيص المنطقة لتنفيذ المحور، ومن ثم يتابع المحافظ بصفة مستمرة أعمال تنفيذ المحور، إلى جانب تذليل كل العقبات التى قد تواجهه، باعتباره يمثل أهمية كبرى لمختلف محافظات الصعيد بشكل عام، ولمحافظة بنى سويف بشكل خاص، كما يأتى ضمن جهود الدولة لتحقيق التنمية بتلك المحافظات، علاوة على دور محور «الفشن ببا سمسطا» فى تنشيط حركة الاستثمار، وتيسير حركة نقل البضائع والركاب، بطريقة آمنة بعيدا عن مخاطر عبور النيل بالمعديات التقليدية المستخدمة حاليا ، وقد تم مؤخرا تجهيز «خوازيق» محور الفشن بالمجرى الملاحى لنهر النيل، بدءا من الطريق الشرقى القديم، وانتهاءً بطريق القاهرة ــ أسيوط الصحراوى الغربى.
ويعد محور الفشن ــ كما يقول الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف ــ أكبر محور تنموى بنطاق المحافظة، ويعد وصلة مهمة للطريق الدولى الذى سيمر بالعديد من دول إفريقيا فى مراحل لاحقة، ويتكامل مع محور «عدلى منصور» بهدف تحقيق التنمية الشاملة، كما يخدم حركة الاستثمار بالمناطق الصناعية بالمحافظة، ومنها مركز ومدينة سمسطا، حيث يدعم محور سمسطا، المشروعات الاستثمارية التى ستنشأ بمدينة النباتات الطبية والعطرية التى وافق مجلس الوزراء مؤخرا على إنشائها فى الظهير الصحراوى لسمسطا، التى ستجذب العديد من المستثمرين فى هذا المجال، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد وعد أهالى المحافظة خلال زيارته الأخيرة لها، بالبدء فى انشاء محور الفشن الجديد، بعد إنشاء محور عدلى منصور بمركز بنى سويف، وقد أصبح الحلم حقيقة ..
وبشكل عام ــ كما يقول رئيس مركز ومدينة سمسطا ناصر سيف، فإن المحافظ الدكتور محمد هانى غنيم، قد أصدر تعليماته بضرورة تذليل كل العقبات، وتقديم الدعم المطلوب لإنجاز المحور الجديد، والذى سيمر بمدن سمسطا وببا والفشن، ويمثل نقلة نوعية على طريق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية، علاوة على تنشيط حركة الاستثمار، حيث تخدم «وصلة سمسطا» على الطريق الصحراوى الغربى مدينة النياتات الطبية والعطرية التى تقرر إنشاؤها مؤخرا، فضلاعن إمكانية إقامة تجمعات عمرانية وتجارية، وتنمية منطقة الظهير الصحراوى .وتجرى خطط التنمية والتطوير ورفع كفاءة الطرق ــ على حد قول رئيس مركز ومدينة سمسطا ناصر سيف ــ فى أكثر من اتجاه، موضحا أنه تقدم باقتراح للدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، بإنشاء طريق دائرى من مدخل أبوسالم مرورا بالادارة الزراعية على الافرنجية ، كمحور مواز لتسهيل الانتقال من وإلى المجالس لقروية المختلفة التابعة لمركز سمسطا لتقليل الكثافات المرورية والزحام بمدخل المدينة، وكممر تنموى أيضا يسهم فى تحقيق التنمية العمرانية والزراعية، والتجارية، والاقتصادية بالمدينة.
سألنا ناصر سيف عن مدى إمكانية تنفيذ مطالب أهالى مدينة سمسطا بشأن تعديل مسار محور سمسطا على الطريق الصحراوى الغربى، من قرية مازورة إلى قرية طلا القريبة جدا من مدينة سمسطا تيسيرا على الأهالى، بدلا من المسافة الطويلة التى سيقطعها مستخدمو الطريق من قرية مازورة إلى مدينة سمسطا مرورا بالعديد من القرى ، التى لا تقل عن 15 كيلو مترا تقريبا «بالتفافات» الطريق، وأكد رئيس مدينة سمسطا أن عددا من أبناء المدينة ومن بينهم الدكتور جمال دكرورى، تواصلوا معه بشأن ضرورة تعديل المسار، لكن بنظرة مستقبلية نجد ان وصلة سمسطا ستخدم مدينة النباتات الطبية والعطرية المزمع إنشاؤها بالطريق الصحراوى، علاوة على المشروعات التنموية التى ستنشأ بمنطقة الظهير الصحراوى لسمسطا.