رغم اقتناعى أن مصر قد أفرزت على مدى عقود طويلة العديد من النجوم الساطعة فى مختلف المجالات الذين يستحقون منا كل التقدير والاحترام، إلا أننى أعتقد أن محمد صلاح فخر مصر والعرب ولاعب المنتخب المصرى ونجم نادى ليفربول المتألق يعتبر ظاهرة فريدة تستحق أن نتوقف عندها بالدراسة والتحليل لكى نتأمل كيف استطاع هذا النجم الصاعد بسرعة الصاروخ أن يحتل هذه المكانة الرفيعة فى قلوب الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم فى سنوات قليلة حافلة بالكثير من التحديات والدروس المستفادة، فرغم أن محمد صلاح لم يتمكن من استكمال مرحلة التعليم الجامعى لكنه حول أحلامه فى التربع على عرش كرة القدم على مستوى العالم إلى طاقة إيجابية استخدمها فى إقناع والده بموهبته على المستطيل الأخضر، فأصبح رفيقا له فى رحلاته المكوكية اليومية من مسقط رأسه بقرية «نجريج» محافظة الغربية إلى القاهرة، حيث بدأ مسيرته الاحترافية الجادة مع نادى المقاولون العرب. وكان تركيزه فقط فى تحقيق هدف محدد وضعه نصب عينيه هو أن يكون لاعبا محترفا فى الدورى الإنجليزى فكسر حاجز اللغة الإيطالية عنما لعب لنادى روما ثم تعلم بعدها اللغة الإنجليزية حتى أصبح يتحدثها بطلاقة أثارت إعجاب الجميع، كما أنه نجح فى تأكيد صورة المسلمين الحقيقية بما يقدمه من أخلاق وسلوكيات أشاد بها الجميع. ولا شك أن أبناء مصر والعالم العربى قد شعروا بالفخر والاعتزاز عندما دعى نجمنا المصرى محمد صلاح ليكون أول لاعب كرة ضمن ضيوف حفل جائزة «إيرث شوت» الذى أقيم فى العاصمة الإنجليزية لندن والتى تهدف إلى حل المشاكل البيئية فى العالم وهو يلقى كلمته القيمة فى حضور الأمير وليم وزوجته فى سابقة هى الأولى من نوعها. ألا ترون معى أن الفرعون المصرى محمد صلاح ظاهرة فريدة ونموذج يحتذى لشباب هذا الجيل والأجيال القادمة؟
د. هانى عبدالخالق
أستاذ إدارة الأعمال ــ كندا