عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
سهير البابلى
27 نوفمبر 2021
فاروق جويدة


لم تكن موهبة عادية طوال حياتها، تألقت فى الفن وعاشت كما أحبت بعيداً عن الأضواء، إنها سهير البابلى كتلة الإحساس والسخرية والمشاعر.. شاهدتها كثيراً وهى تتألق على المسرح فى رائعة جلال الشرقاوى على الرصيف ومع شادية فى ريا وسكينة ومع عادل إمام فى مدرسة المشاغبين.. فى كل أعمالها كانت كتلة من الإحساس وخفة الدم والسخرية، منعت السلطات مسرحياتها أحيانا.. وكان جلال الشرقاوى الفنان المبدع الذى استطاع دائما اكتشاف قدرات سهير البابلى وتألق معها أحمد بدير وحسن عابدين ومع شادية فى ريا وسكينة كانت قمة النجاح.. فى مسرح سهير البابلى كثير من الفكر والمواقف وعبقرية الأداء وخفة الظل.. إنها قادرة دائما على أن تصنع السعادة فى مسرحها وجلساتها ومع محبيها.. فى النصف الثانى من حياتها اختارت أن تنسحب من أضواء البشر وتلجأ إلى أضواء السماء.. وكانت مرحلة من الزهد والتقرب إلى الله وابتعدت عن بريق الفن رغم كل الإغراءات فيه بل إنها انسحبت وهى فى قمة مجدها الفني.. وما بين مشوارين فى حياة سهير البابلى فقد بقيت لها صورة جميلة لدى عشاقها.. فى آخر مرة التقينا منذ سنوات كنا فى عشاء فى بيت الصديقة آمال بكير مع عدد من الأصدقاء وكانت سهير فى قمة تألقها وكنت أتابع أخبارها أحيانا، وقد اختارت أن تزهد الأضواء وقد أخذت منها الكثير.. سوف يبقى من سهير البابلى عدد من المسرحيات البديعة ويبقى أنها أسعدت المصريين زمنا طويلا وجوداً وزهداً وإبداعاً جميلا.. رحلت سهير البابلى وبقيت أدوارها وهى تقف على الرصيف وأنت لا تدرى هل كانت تنادى حبيبا نصب عليها أم وطنا بخل عليها وتركها حائرة فى بلاد الله.. كانت بين المشاغبين تقدم جيلا من النجوم الشباب فى ذلك الوقت ومع شادية فى ريا وسكينة استطاعت ان تشكل ثنائيا فنيا رائعا بين فنانة كبيرة ومطربة لها مكانة فى قلوب الناس.. يكفى أنها سهير البابلى التى أسعدتنا زمنا طويلا.ص



 



[email protected]