عبدالمحسن سلامة
علاء ثابت
«اثنين الإنترنت».. التطور الطبيعى للتخفيضات !
25 نوفمبر 2021
هدير الزهار


«يمكننى ببساطة تصفح صفحات ومواقع الإنترنت بحثا عن أفضل العروض والتخفيضات وأنا احتسى فنجان القهوة فى هدوء دون تكبد أى عناء أو مشقة أو تزاحم فى طوابير طويلة مكدسة بالمتسوقين».. هكذا يسلط أحد المستهلكين الضوء على ما يميز التسوق الإلكترونى فى يوم «اثنين الإنترنت» عن يوم «الجمعة السوداء»، فمثله مثل الآلاف بل الملايين من الباحثين عن الصفقات الجيدة ممن فضلوا مواكبة التطور واستغلال دوره فى توفير الراحة لهم، بدلا من الانتظار ساعات طويلة والتناحر مع المصطفين، فضلوا الاطلاع على كل العروض والفوز بها بكبسة زر واحدة.



فـ«اثنين الإنترنت» هو يوم للتجارة الإلكترونية، ويأتى فى أول اثنين بعد عيد الشكر مباشرة، ويعد ثانى أكبر يوم للتسوق ويحقق أكبر قدر من المبيعات الالكترونية، فمثلما تفعل المتاجر التقليدية فى الجمعة السوداء، عادة ما يقدم تجار التجزئة عبر الإنترنت عروضا ترويجية وخصومات ومبيعات خاصة فى هذا اليوم، بل قد تكون أفضل فى طرح صفقات حصرية على مواقع الإنترنت فقط.



يهدف «اثنين الإنترنت» إلى تشجيع المستهلكين على التسوق الإلكترونى، ورغم أن الجمعة السوداء لا تزال أكثر أيام التسوق نشاطًا على مدار العام، فإنه فى العام الماضى 2020 ، جاء تفشى فيروس كورونا ليعزز التسوق الإلكترونى وذلك بلجوء المستهلكين للتسوق عبره أكثر من أى وقت مضى. وقد وصل إجمالى الإنفاق الرقمى فى هذا اليوم لـ 10.8 مليار دولار، فى حين لم يتجاوز فى يوم الجمعة السوداء الـ 9 مليارات دولار. لذا يكرس تجار التجزئة التقليديون قدرا متزايدا من الوقت والطاقة للمبيعات عبر الإنترنت للتنافس مع بعضهم البعض. ويتوقع الاتحاد الوطنى للبيع بالتجزئة أن يصل الإنفاق عبر الإنترنت هذا العام إلى ما بين 218.3 مليار دولار و226.2 مليار دولار.



ويعود بداية انطلاق يوم «اثنين الإنترنت» إلى عام 2005، وقد صاغ المصطلح إلين ديفيس وسكوت سيلفرمان، من الاتحاد الوطنى للبيع بالتجزئة فى الولايات المتحدة و Shop.org، وكانت خطوة متعمدة للترويج للتسوق عبر الإنترنت. فقد لاحظت الرابطة التجارية خلال السنوات السابقة أن عمليات الشراء عبر الإنترنت غالبا ما ترتفع يوم الاثنين الذى يلى عيد الشكر، مما دفعهم لتحليل الأسباب، التى جاء من بينها التجارب غير السارة التى أحدثتها الجمعة السوداء من انتظار طويل فى طوابير متكدسة واقتتال المتسوقين، الذين قد يضطرون للمبيت أمام المتاجر والتخييم فى ساحات انتظار السيارات من أجل الحصول على العروض، وهو ما تسبب فى زيادة قاعدة المتسوقين فى يوم «اثنين الإنترنت»، وبات سبيلا لهم للتسوق المريح الخالى من المتاعب، خاصة مع تقديم معظم تجار التجزئة الشحن المجانى كحافز للتسوق، مما يزيد من مزايا التسوق عبر الإنترنت.



ومع بداية انطلاق يوم «اثنين الإنترنت» عام 2005، بلغت المبيعات 486 مليون دولار، ثم ما لبثت أن تضاعفت بعد مرور 5 سنوات حتى وصلت إلى المليار دولار فى عام 2010. وبحلول عام 2016، انتقل معظم بائعى التجزئة الرئيسيين من «اثنين الإنترنت» إلى «أسبوع اثنين الإنترنت» لتقديم قائمة متجددة من الصفقات على مدار عدة أيام وليس يوما واحدا فقط، وكانت شركة أمازون رائدة فى تلك الحركة، تلتها شركة «كوهلز»، التى مددت بيعها عبر الإنترنت إلى ديسمبر. ثم وصلت مبيعات اليوم فى عام 2019 إلى 7.8 مليار دولار.



ورغم أن بداية اليوم كانت فى الولايات المتحدة الأمريكية، فقد وصل للعديد من الدول، حيث تشارك به نحو 28 دولة، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والسويد والدنمارك، وهو ما دفع كبار تجار التجزئة فى الولايات المتحدة إلى إنشاء مواقع للتجارة الإلكترونية لتسويق العروض الترويجية لزيادة مبيعاتها فى ذلك الوقت من العام بهدف جذب قاعدة عملاء جدد من بلدان أخرى.